والشفاعة بدون إذن الله تعالى ورضاه : فلا شفاعة إلا بإذنه ورضاه قال تعالى ﴿ وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى ﴾ النجم ٢٦. وقال تعالى ﴿ يومئذ لاتنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ﴾ طه ٦٠
﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾
﴿ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ﴾ ﴿ ما بين أيديهم ﴾ ما قبل خلقهم ﴿ وما خلفهم ﴾ ما بعد موتهم، وقيل :﴿ما بين أيديهم ﴾ ما أظهروه ﴿ وما خلفهم ﴾ ما كتموه وقيل ﴿ ما بين أيديهم ﴾ : يعني الآخرة لأنهم يقدمون عليها، ﴿ وما خلفهم ﴾ : الدنيا لأنهم يخلفونها وراء ظهورهم (١).
... وقيل ﴿ ما بين أيديهم ﴾ ما فعلوه من خير وشر ﴿ وما خلفهم ﴾ ما يفعلونه بعد ذلك، وقيل ( ما بين أيديهم) ما قدموا من أعمال ﴿ وما خلفهم ﴾ ما أضاعوا من أعمالهم (٢) وقيل المراد ﴿ بين أيديهم وما خلفهم ﴾ ما هو ملاحظ لهم من المعلومات ما خفي عنهم أو ذهلوا عنه منها وقيل ما بين أيديهم المحسوسات المشاهدة، وما خلفهم المعقولات الغيبية وكل هذه الأقوال محتملة ](٣).
والمراد أنه سبحانه عالم بما كان قبلهم وبما كان بعدهم عالم بما خطر لهم وبما خفي عنهم عالم بما فعلوه وبما لا يفعلوه، عالم بأمور الدنيا وأمور الآخرة عالم بالغيب والشهادة فسبحان من وسع كل شئ علما وأحاط بكل شئ قدرا.
(٢) - فتح القدير للشوكانى ١ / ٢٧٣
(٣) التحرير والتنوير لابن عاشور ٣/ ٢٢