يحف بهم بيض الوجوه وعصبة كراسى بالأحداث حين تنوب (١)(٢)
أى علماء بحوادث الأمور
* وقيل ( كرسيه ) قدرته التى يمسك بها السموات و الأرض كما تقول : اجعل لهذا الحائط كرسيا أى ما يثبته ويدعمه (٣)
والذى أرجحه في تفسير الكرسى ما ذكرته أوّلا : وهو أنه جسم عظيم فوق السموات ودون العرش لما ورد في الأحاديث الصحيحة التي دلت على ذلك واختار هذا الرأي جمع من أعلام المفسرين كابن كثير وابن عطية و الرازي وأبي السعود والألوسي والشوكاني والبروسوي وغيرهم.
قال ابن كثير ﴿ والصحيح أن الكرسي غير العرش والعرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار ] (٤).
وقال ابن عطية [ والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش، والعرش أعظم منه ]٠٠(٥)
وقال الإمام الرازي بعد أن أورد أقوالا متعددة في المراد بالكرسي [ والمعتمد هو الأول ] يعني أنه جسم عظيم تحت العرش ….. [ لأن ترك الظاهر بغير دليل لا يجوز والله أعلم ] (٦)

(١) – البييت في البحر المحيط ٢/٢٨٠ وفيه وصف لهم بعلمهم بحوادث الأمور ونوازلها ولم أهتد إلى قائل هذا البيت ويراجع :
(٢) جامع البيان للطبري ٣ / ٤٠١ ورجح هذا الرأي الماوردي في النكت والعيون ١/٢٦٠ واختاره الأستاذ محمد عبده كما في تفسير المنار قال الشيخ رشيد رضا{ وسع كرسيه السموات والأرض ﴾ قال الأستاذ الإمام : السياق يدل على أن الكرسي هو العلم الإلهي، وبذلك قال بعض المفسرين وأهل اللغة، يقال كرس الرجل كفرح أي كثر علمه وازدحم على قلبه أي إن علمه تعالى محيط بما يعملون مما عبر عنه بقوله ( يعلم مابين أيديهم وماخلفهم ) وبما لايعلمون من شؤون سائر الكائنات فماذا يمكن أن يعلمه الشفعاء ]تفسير المنار ٣/٢٨٥
(٣) -حاشية الجمل ١/٢٠٨
(٤) – تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٣١٠
(٥) – المحرر الوجيز ١/٣٤٢
(٦) - مفاتيح الغيب للرازى ٧/ ١٢


الصفحة التالية
Icon