لا يثقله حفظهما، يقال آده كذا أي أثقله ولحقه منه مشقة، ومنه الموؤودة : البنت التي تدفن حية لأنهم يثقلونها بالتراب، والمعنى لا يثقله - عز وجل - ولا يشق عليه حفظ السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، قال صاحب روح البيان:﴿ لا يثقله ولا يشق عليه تعالى حفظ السموات والأرض، إذ القريب و البعيد عنده سواء والقليل والكثير سواء، وكيف يتعب في خلق الذرة وكل الكون عنده سواء فلا من القليل له تيسر ولامن الكثير عليه تعسر (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ] (١).
{ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾

( العلى ) صفة من صفاته - عز وجل -، وهى من الفعل علا يعلو، وفيها إعلال بالقلب لأن أصله (عَليو) بسكون الياء اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منها ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى.
( العلى ) هو الذى لارتبة فوق رتبته ٠ (٢).
(العلى ) الذى تاهت الألباب في جلاله وعجزت العقول عن وصفه كما له (٣) وقال الراغب في المفردات ﴿ الذي يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين ﴾ (٤)
[ (العلي) بالاقتدار ونفوذ السلطان، والعلي عن الأشباه والأضداد ] (٥) ٠
( العلى) :﴿الرفيع فوق خلقه المتعالى عن الأشباه والأنداد ﴾(٦)٠
﴿ العلى الذى ليس فوقه شىء والقاهر الذى لا يغلبه شىء ﴾ (٧)

(١) - روح البيان للبروسوي ١/٤٠٥ يتصرف يسير ويراجع لطائف الإشارات للقشيري ١/٢١٠
(٢) المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للغزالي ص ٩٦
(٣) شرح أسماء الله الحسنى للرازي ص ٢٠٦
(٤) المفردات ص ٣٤٥
(٥) النكت والعيون للماوردي ١/٢٦١ ويراجع مجمع البيان للطبرسي ١/٦٢٩ والوسيط للواجدي ١/٣٦٦
العمدة في علوم القرآن لأبى محمد مكي بن أبي طالب القيسي ت ٤٣٧هـ ١/٩٢ وتذكرة الأريب بتفسير الغريب لأبي الفرج ابن الجوزي ١/٨٠
(٦) - السراج المنير ٢١/١٦٩
(٧) - أيسر التفاسير للجزائرى ١ / ٢٠٣


الصفحة التالية
Icon