وأما توحيد الصفات فيقتضى الإيمان بها بلا تعطيل أو تشبيه بالحوادث وتفويض علم كيفيتها لله تعالى فهو تعالى أعلم بنفسه منا، و الإيمان بعدم وجود صفتين لله تعالى من جنس واحد كقدرتبن و إرادتين
وأما توحيد الأفعال فمعناه عدم وجود فعل لأحد غيره يشبه فعله تعالى قال تعالى ﴿ ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ﴾ سورة الشورى : ١١ (١).
وقال تعالى ﴿ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ﴾.
وكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) متضمنة لجميع أنواع التوحيد، لأن معناها توحيد الله في ألوهيته الذى يتضمن توحيد الله في ربوبيته وأسمائه وصفاته (٢).
﴿ الحي ﴾ :
من له الحياة الأزلية الأبدية الكاملة الذاتية، التي لم تسبق بعدم ولاتعقب بفناء٠
قال الإمام الطبري في تفسيره﴿ (الحى) الذى له الحياة الدائمة والبقاء الذى لا أول له ولا آخر له بأمد إذ كل ما سواه فإنه وإن كان حيا فلحياته أول محدود وآخر ممدود ينقطع بانقطاع أمدها وينقضي بانقضاء غايتها ﴾(٣)٠
﴿ الحى : الذىله جميع معانى الحياة الكاملة من السمع و البصر والعلم و القدرة والإرادة و غيرها ٠٠٠﴾ (٤)

(١) -٢١- يراجع – الإيمان أركانه، حقيقته، نواقضه للدكتور محمد نعيم ياسين ص ١٠، ١١ ويراجع : عقيدة المؤمن للشيخ أبي بكر الجزائري ص ٧٨ كما يراجع مذكرات في التوحيد للأستاذ الشيخ محمود أبو دقيقة رحمه الله ص ٧١، ٧٢ويراحع أيضا : عقيدتنا للأستاذ الدكتورمحمد ربيع الجوهري ١/ ١٢٩
(٢) - -الإيمان أركانه، حقيقته، نواقضه للدكتور محمد نعيم ياسين ص: ١١
(٣) - جامع البيان للطبري ٣/٣٨٧ بتحقيق أحمد شاكر، والأمد الغاية التي ينتهي إليها و الممدود من مد له في كذا : أي طول له فيه، أو من المدة وهي الطائفة من الزمان، ومنه ماددت القوم أي جعلت لهم مدة ينتهون إليها ٠
(٤) - تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدى ١/٢١٨


الصفحة التالية
Icon