ومن هنا فهناك فارق بين حياة المخلوق وحياة الخالق، فحياة الله تعالى ذاتية، وحياة جميع المخلوقات من الله تعالى، وحياة الله تعالى أزلية، وحياة المخلوقات حادثة، وحياة الله تعالى لاتفارقه وحياة المخلوقات لاتلازمها، وحياة الله تعالى لاحد لها ولاأمد لها ولامنتهى لها، وحياة المخلوقات محدودة منتهية بانتهاء الآجال.
وحظ العبد من هذا الاسم أن يعمل للحياة الحقيقية، الحياة الباقية، في الدار الآخرة قال تعالى في سورة العنكبوت ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {٦٤﴾ } وقال تعالى في سورة الفجر ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى {٢٣] يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي {٢٤﴾ } ٠ ولا سبيل إلى هذه الحياة الحقيقية الحياة الهادئة الهانئة الراضية المرضية الحياة الطيبة التى لاسبيل إليها إلا بالاستجابة لنداء الحق.
قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُم ﴾ [سورة الأنفال ٢٤]
وقال - عز وجل - ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون ﴾ [سورة النحل ٩٦ ]