وقال الإمام الراغب [ (القيوم )أى القائم الحافظ لكل شىء والمعطى له ما به قوامه ] (١)٠
وقال الإمام الطبري ( القيوم ) يطلق لمجموع اعتبارين : أحدهما أنه لا يفتقر في قوامه إلي غيره ؛ الثاني : أن غيره يفتقد في قوامه إليه فلا وجود ولا بقاء لغيره تعالى إلا به ) (٢)٠
... و يقول صاحب الظلال ( ٠٠٠٠أما صفة القيوم : فتعني قيامه سبحانه و تعالي علي كل موجود؛ كما تعني قيام كل موجود به ؛ فلا قيام لشىء إلا مرتكزا إلي وجوده وتدبيره ٠٠٠و إرادته تعالى ٠٠٠ومن ثم يظل ضمير المسلم و حياته ووجوده ووجود كل شئ مرتبطا بالله الواحد ؛ الذي يصرف أمره وأمر كل شئ حوله ؛ وفق حكمه وتدبيره ؛فيلتزم الإنسان بالمنهج المرسوم القائم علي الحكمة و التدبير؛ و يستمد منه قيمه وموازينه و يراقبه وهو يستخدم هذه القيم و الموازين )(٣)
وحظ العبد من الاسم أيضا أن يستغني بالله عن كل ما سواه فالله تعالي هو القائم علي كل نفس يكلؤها ويحفظها و يرزقها وأن يراقب الله - عز وجل - في كل عمل ٠
﴿ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ ﴾
... هذه الجملة تقرير لكمال حياته تعالى وقيوميته، لأن السنة والنوم إنما يعرضان للمخلوق، الذي يعتريه الضعف والعجز والزوال، ولايعرضان لذي العظمة والكبرياء والجلال، ولأن النائم لا يستطيع حفظ شئ حيال نومه، والنوم تغير وانتقال من حال إلى حال والله - عز وجل - لايتغير لأن التغير من صفات الحوادث والله تعالى ﴿ ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ﴾ سورة الشورى : ١١ ٠
(٢) - -جامع البيان للطبري ٣/ ٣٨٨
(٣) - في ظلال القرآن ١ / ٢٨٧