ويرد القول عينُه على التأكيد الثاني، لبيان اهتمامهم بما يطلبون، وهو تعهد هؤلاء المفتشين والمحققين [ بتكفُّل ] دفع حملِ بعير من الحبوب التي جاءوا من بلادهم لأجلها، والمُخصص جائزةً لمن يُخبر عن المطلوب، بقول المسؤول فيهم :﴿.. وأنا به زعيم ﴾.
والزعيم هو : الكفيل.
********
والكفالة في اللغة هي : الضمان.
وتأتي في اللغة بمعنى : الضم.
وكفل المال، وكفل عنه المال : ضمنه عنه.
وتكفَّل بالشيء : ألزمه نفسه، وتحمَّل به.
والكافل : الضامن.
والكفيل هو : الحميل، كما ورد في الأثر(١).
والكفالة في الشرع هي : ضم ذمة الكفيل إلى ذمة المكفول [ الأصيل ] في الوفاء مطلقاً، سواء كانت : بنفسٍ، أو بدين، أو بعين (٢).
والوعد بجائزة، وكذا الكفالة، كلاهما جائزٌ في شريعتنا، وفي شرائع من قبلنا.
وبالنسبة للكفالة فالنصوص الشرعيَّة على جوازها ظاهرةٌ متوافرةٌ، منها :
١. ما ورد في هذه السورة من القرآن العظيم، وهو مِن شرائع من قبلنا ذكرها الله في قرآننا، ولم يدُُل دليلٌ على إلغائها، فالذي يأخذ بدليل : شرع مَن قبلنا شرعٌ لنا إذا ورد في قرآننا ما لم يُنسخ، كان ذلك دليلاً له.
وقد سبق بيان هذا قبل قليل.
٢. ما ورد في السنَّة المطهَّرة، منها :
قوله عليه الصلاة والسلام :﴿ الزعيمُ غارمٌ ﴾ (٣).
أمَّا بالنسبة للأحكام التي وردت في القانون المدني العراقي عن الكفالة، فكانت كالآتي َ :
١.[ المادة / ١٠٠٨ ـ

(١) النسائي ( الجهاد ) / ٣٠٨٢.
(٢) القاموس الفقهي لغةً واصطلاحاً – سعدي أبو جيب / ٣٢١ إلى ٣٢٢.
(٣) راجع : النسائي ( الجهاد ) / ٣٠٨٢، والترمذي ( البيوع ) / ١١٨٦، وابن ماجة ( الأحكام ) / ٢٣٩٦، وأحمد / مسند الأنصار ـ ٣١٢٦٣ و ٣١٤٦٩.
وقد تتفاوت بعض الروايات عن بعضٍ، ولكن العبارة المذكورة ترد في الكلِّ، وفي بعض الروايات، وردت كالآتي : العارية مؤداة، والزعيم غارم، والدين مقضيٌّ.


الصفحة التالية
Icon