١- ألفاظ كناية: كتصدقت، وحرمت، وأبدت. سميت كناية لأنها تحتمل معنى الوقف وغيره؛ فمن تلفظ بواحدة من هذه الألفاظ اشترط اقتران نية الوقف معه؛ أو اقتران أحد الألفاظ الصريحة؛ أو الباقي من ألفاظ الكناية معه، واقتران الألفاظ الصريحة، كأن يقول: تصدقت بكذا صدقة موقوفة أو محبسة أو مسبلة أو محرمة أو مؤبدة، واقتران لفظ الكناية بحكم الوقف، كأن يقول: تصدقت بكذا صدقة لا تباع ولا تورث. (١)
وبمراجعة الوقفيات المسجلة على المصاحف التي تمت دراستها في هذا البحث تبين أنها قد التزمت بأركان الموقوف حيث إن الغالبية منها ذكر فيها اسم الموقف صراحة، كما أن الموقوف حدد أيضاً في نصوص الوقفيات، كما نص أيضاً على المستفيد من الوقف. أما نصوص الوقفيات فقد كتبت بعبارات مختلفة من حيث الطول والقصر والألفاظ مع التشابه من حيث المضمون، والاكتفاء أحياناً بتدوين كلمة (وقف لله تعالى) في أماكن متعددة من المصحف إما كتابة أو ختماً، وقد تفاوتت الألفاظ التي تم بها الوقف ما بين صريحة أو كناية أو الجمع بينهما أحياناً، ومن أمثلة ذلك:
(وقف لله تعالى) (٢)، (وقفت وحبست وأرصدت الحاجة ياور هذا المصحف الشريف.. وقفاً مؤبداً مستمراً لا يباع ولا يوهب ولا يعار ولا يعطى لا حد..) (٣). (قد وقف هذا المصحف الشريف حسن حسني بك وقفاً

(١) ابن قدامة، موفق الدين عبد الله بن أحمد (ت ٦٢٠هـ‍) / المغني- بيروت: دار الفكر ١٤٠٤هـ‍، ٦/٢١٢، والفوزان، صالح بن فوزان/ الملخص الفقهي – ط٨ – الدمام: دار ابن الجوزي، ١٤١٩هـ‍/١٩٩٨م، ٢/١٥٩.
(٢) وقفية مسجلة على المصحف المحفوظ في مكتبة المصحف الشريف برقم ٢٨.
(٣) وقفية مسجلة على المصحف المحفوظ في مكتبة المصحف الشريف برقم ٣٠.


الصفحة التالية
Icon