غير من عرف أوائل الآيات، ومن كان كذلك يغلب أن يكون من الحفظة – وما أقل حاجة الحافظ إلى كتاب كهذا – فضلا عما في ترتيبه القاموسي (١) من الاصطلاحات التي لا تلائم ذوق هذا العصر ولا تنطبق على مألوف العرب في ترتيب معجماتهم فكان قصوره عن إيفاء المطلوب وسدّ حاجة العامة أمرا واضحا، وأما (نجوم الفرقان) فلم أره أكثر من ذاك فائدة ولا أقل إعناتا. فبناء على ما تقدم لم أر غنى عن مفتاح جديد للقرآن العظيم يجمع ما في الكتابين المذكورين من بعض المحاسن ويبرأ – بإذن الله – من مثل ما فيهما من المغامز فيفي بكمال الغرض بما يحوي من دقة الجمع والترتيب وإتقان التقسيم والتبويب " وهو فهرس جيد للآيات الكريمة، ولكن منهجه الذي التزمه يحول دون الإفادة التامة منه، وذلك بسبب ما يلي:
١- اقتصاره على الأفعال المشتقة والأسماء المتمكنة - من ألفاظ القرآن الكريم - وترك الظروف وحروف المعاني وما شابهها من الأسماء والأفعال إلا ما ورد في القرآن مرة واحدة، وغرضه من ذلك تصغير حجم الكتاب (٢).
٢- فصل الأعلام الواردة في الكتاب العزيز عن الألفاظ ووضعها في ملحق في آخر الكتاب.
٣- وضع رموز – غير مألوفة (٣) - لسور القرآن الكريم، وتصدير كتابه بها مرتباً إياها على حروف المعجم.
(٢) ينظر: المقدمة: و.
(٣) نحو: أبر = إبراهيم، أن = الأنبياء، بق = البقرة، بن = البينة وهكذا.