ويمكن أن يفهم من قول ابن خلدون - الآنف - أن العرب بمجموعهم يعرفون معاني ألفاظ القران وتراكيبه، ولكن ذلك لا يتحقق لكل فرد منهم، على حدّ قول الإمام الشافعي (٢٠٤ هـ) :" ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا، وأكثرها ألفاظا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شئ على عامتها، حتى لا يكون موجوداً فيها من يعرفه، والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه، لا نعلم رجلا جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء، فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن، وإذا فرق علم كل واحد منهم ذهب عليه الشيء منها، ثم كان ما ذهب عليه منها موجودا عند غيره " (١).
(١) الرسالة: ٤٢- ٤٣.
معاجم الغريب القرآني:
تتابعت المؤلّفات في غريب القرآن منذ النصف الأول من القرن الأول للهجرة إلى يومنا هذا، فلم يخل قرن ـ تقريباً ـ من وجود مؤلَّف أو أكثر يُعنى باللفظ القرآني الغريب ويشرح المراد منه حتى قال السيوطي
(٩١١ هـ) :" أفرده بالتصنيف خلائق لا يحصون " (٢).
وقد أحصى غير واحد من الباحثين (٣) ما صُنِّف في غريب القرآن وقاموا بجهود مشكورة في حصر هذه المؤلفات واستقرائها، ولكن يندّ عن بعضهم شيء منها، وسأورد في هذا المبحث ما وصل إلينا خبره، من مخطوط
(٢) الإتقان: ١ / ١١٣.
(٣) كالدكتور / حسين نصار في المعجم العربي، وأحمد الشرقاوي في معجم المعاجم ود. علي شواخ إسحاق في معجم مصنفات القرآن الكريم ود. ابتسام الصفار في معجم الدراسات القرآنية وغيرهم.
(٣) كالدكتور / حسين نصار في المعجم العربي، وأحمد الشرقاوي في معجم المعاجم ود. علي شواخ إسحاق في معجم مصنفات القرآن الكريم ود. ابتسام الصفار في معجم الدراسات القرآنية وغيرهم.