: ﴿ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ ﴾ وَجَعَلَ فِيهَا صَوْمًا، فَأَشْبَهَتْ كَفَّارَةُ الْقَتْلِ.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : لَمَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :﴿ فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ ﴾ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْجَزَاءَ إنَّمَا هُوَ جَزَاءٌ وَاحِدٌ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ أَنْ يَكُونُوا جَمَاعَةً أَوْ وَاحِدًا، وَأَنْتَ تَقُولُ يَجِبُ عَلَيْهِمْ جَزَاءَانِ وَثَلَاثَةٌ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.
قِيلَ لَهُ : هَذَا الْجَزَاءُ يَنْصَرِفُ إلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَقُولُ إنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَزَاءَانِ وَثَلَاثَةٌ وَإِنَّمَا يَجِبُ عَلَيْهِ جَزَاءٌ وَاحِدٌ ؛ وَاَلَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مُنْصَرِفٌ إلَى كُلِّ وَاحِدٍ قَوْله تَعَالَى :﴿ فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ ﴾ وَلَمْ يَقُلْ :( قَتَلُوا ) فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ وَاحِدًا ؛ وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي كِتَابِ ( شَرْحِ الْمَنَاسِكِ ).
وَالْخَصْمُ يَحْتَجُّ عَلَيْنَا بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي الْقَارِنِ، فَإِنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ إلَّا جَزَاءٌ وَاحِدٌ بِظَاهِرِ الْكِتَابِ.
وَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا أَنَّهُ مُحْرِمٌ عِنْدَنَا بِإِحْرَامَيْنِ عَلَى مَا سَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ، وَإِذَا صَحَّ لَنَا ذَلِكَ ثُمَّ أُدْخِلَ النَّقْصُ عَلَيْهِمَا وَجَبَ أَنْ يَجْبُرَهُمَا بِدَمَيْنِ.