وَمِنْ سُورَةِ إذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ قَوْله تَعَالَى :﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴾، قَالَ مُجَاهِدٌ : الشَّفَقُ النَّهَارُ، أَلَا تَرَاهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :﴿ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴾، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ :" الشَّفَقُ الْبَيَاضُ " وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ :" الشَّفَقُ السَّوَادُ الَّذِي يَكُونُ إذَا ذَهَبَ الْبَيَاضُ ".
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : الشَّفَقُ فِي الْأَصْلِ الرِّقَّةُ، وَمِنْهُ ثَوْبٌ شَفَقٌ إذَا كَانَ رَقِيقًا، وَمِنْهُ الشَّفَقَةُ وَهُوَ رِقَّةُ الْقَلْبِ.
وَإِذَا كَانَ هَذَا أَصْلَهُ فَهُوَ بِالْبَيَاضِ أَوْلَى مِنْهُ بِالْحُمْرَةِ ؛ لِأَنَّ أَجْزَاءَ الضِّيَاءِ رَقِيقَةٌ فِي هَذِهِ الْحَالِ وَفِي وَقْتِ الْحُمْرَةِ أَكْثَفُ.