٥- بعض القراءات غير المشهورة لا تقل قبولاً- من ناحية المعنى- عن المشهورة ومن أمثلة ذلك:
أ - قراءة الزهري: ﴿وأوفوا بعهدي أُوَفِّ بعهدكم﴾ (البقرة: ٤٠)، وقد عقب ابن جني على هذه القراءة بقوله: "ينبغي أن يكون قرأ بذلك، لأن فعَّلت أبلغ من أفعلت فيكون على: أوفوا بعهدي أبالغ في توفيتكم، كأنه ضمان من الله سبحانه أن يعطي الكثير في مقابل القليل" (١).
ب- قراءة ابن مسعود: ﴿كلما ردوا إلى الفتنة رُكِّسوا فيها﴾ (النساء: ٩١). قال ابن جني: "وجه ذلك أنه شيء بعد شيء، وذلك لأنهم جماعة. فلما كانوا كذلك وقع منه شيء بعد شيء فطال، فلاقى به لفظ التكثير والتكرير، كقوله تعالى: ﴿وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ﴾ (٢).
ج- قراءة: ﴿لا يكادون يُفْقِهون قولاً﴾ (الكهف: ٩٣)، والمشهور "يَفْقَهون". قال الطبري: والصواب عندي من القول في ذلك أنهما قراءتان مستفيضتان، في قراءة الأمصار غير دافعة إحداهما الأخرى. وذلك أن القوم الذين أخبر الله عنهم هذا الخبر جائز أن يكونوا لا يكادون يَفْقهون قول غيرهم، وجائز أن يكونوا مع كونهم كذلك لا يكادون يُفْقهون غيرهم لعلة بلسانهم أو بمنطقهم" (٣).
(٢) (المحتسب١/ ١٩٤)
(٣) (١٦/١٤)