سبعي قراءات غير سبعية، وقد يحوي مصدر للشواذ بعض القراءات غير الشاذة، وهكذا. ويمكن أن يلاحظ القارئ ذلك حين يجتمع في خانة المصدر الرقمان١، ٤ أو٢، ٤ أو نحو ذلك. ومن أمثلة ذلك قراءة "أتاه" بدلا من ﴿أَتَوْهُ﴾ (النمل: ٨٧)، فهي قراءة شاذة على الرغم من ورودها في غيث النفع (ص ٢١٣)، وقراءة "ختم النبيين" في الآية ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ (الأحزاب: ٤٠)، فهي قراءة شاذة على الرغم من وجودها في الحجة لابن خالويه (ص٢٩٠).
وقد تجنبنا بهذه الطريقة التي اتبعناها الوقوع في مزلق خطير حين يكون القارئ سبعيًّا فيتوهم الباحث أن قراءته سبعية، مع أنها قد تكون غير ذلك. وقد وصفت بعض قراءات السبعة بالشذوذ إما لضعف في روايتها، أو لمجيئها عن غير الراويين اللذين اعتمدهما ابن مجاهد لكل قارئ سبعي. وقد ورد في المحتسب-على سبيل المثال- ستون قراءة شاذة لأبي عمرو بن العلاء، وخمس وعشرون قراءة شاذة لعاصم، وهكذا (انظر: تاريخ القرآن لعبد الصبور شاهين ص ١١)، وهناك من ألف في هذا النوع من القراءات كما فعل أبو طاهر عبد الواحد بن عمر البزار الذي ألف "كتاب شواذ السبعة" (انظر: مقدمة معجم القراءات ١/١١٣).
٣- المعنى (أو التخريج اللغوي) والمثال، وقد اهتدينا في تحديد معاني القراءات بالمراجع المتخصصة، مثل: "معاني القراءات" للأزهري، وبالتوجيهات المنبثة في ثنايا كتب التفسير، والقراءات القديمة والحديثة، ومن أهمها: "شواذ القراءات" للعكبري، كما كنا دائمي الرجوع إلى المعاجم اللغوية وغيرها.
وما نظن أن أحدا قد سبقنا إلى هذا الصنيع، فحشد هذا القدر الكبير من القراءات، ولم يدع واحدة منها دون توجيه أو تخريج لغوي.