الأزهر، وقرظها أستاذ ثالث بالجامعة نفسها، لولا أننا وجدنا أن المعنى لا يستقيم على هذه الرواية، فاعتبرناها خطأ من المحققين. ومما رجح لدينا هذا الظن، وقوع خطأ مشابه في "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه في القراءة نفسها حيث وردت القراءة "بينهم" لنفس القارئ (ذكر اسمه هناك: أبو جعفر).
ب- ويتمثل التصحيف بصورة أخرى أوضح في كتاب ابن خالويه "مختصر في شواذ القرآن" حتى بين طبعاته المنشورة. فقد ورد في طبعة المطبعة الرحمانية (مصر١٩٣٤) أن السلمي قرأ: "ربنا لا يَزِغ قلُوبُنا بالياء ورفع الباء"، في حين ورد النص في طبعة مكتبة المتنبي (بدون تاريخ) :"ربنا لا يُزِغ قلوبَنا بالياء ورفع الياء". والقراءة الأولى هي الصحيحة التي اعتمدناها.
ج- وقابلتنا أمثلة كثيرة في كتب التفسير المشهورة، مثل: روح المعاني للألوسي. فقد ورد فيه –على سبيل المثال-أن عاصمًا قرأ "السِّلَم" بكسر السين وفتح اللام في "السَّلام"، في قوله تعالى: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً﴾ (النساء: ٩٤) (٣/١١٤).
وقد تشككنا في صحة هذا الضبط لأن الروايات التي جاءت عن عاصم في هذه الكلمة هي "السَّلَم" و"السِّلْم"، فضلا عن "السلام" الموجودة في النص المصحفي، ولذا استبعدنا هذه الرواية، وكان سندنا في ذلك أن هذه القراءة المزعومة لم ترد عن عاصم في أيّ مرجع آخر، وكتاب "روح المعاني" متأخر زمنيًا من ناحية، ولم يهدف به صاحبه إلى تتبع القراءات القرآنية، ونخل رواياتها من ناحية أخرى. وسبب ثانٍ هو أن الألوسي لم يذكر قراءة


الصفحة التالية
Icon