( أَنَا ) أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ﴾ قَالَ : وَدَلَّتْ أَحْكَامُ اللَّهِ، ثُمَّ رَسُولِهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) عَلَى أَنْ لَا مِلْكَ لِلْأَوْلِيَاءِ [ آبَاءً كَانُوا أَوْ غَيْرُهُمْ ؛ ] عَلَى أَيَامَاهُمْ وَأَيَامَاهُمْ : الثَّيِّبَاتُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ﴾ وَقَالَ ( تَعَالَى ) فِي الْمُعْتَدَّاتِ :﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ ﴾ الْآيَةُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) ﴿ الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا : صُمَاتُهَا ﴾ [ مَعَ مَا ] سِوَى ذَلِكَ وَدَلَّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى أَنَّ الْمَمَالِيكَ لِمَنْ مَلَكَهُمْ، [ وَأَنَّهُمْ ] لَا يَمْلِكُونَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ شَيْئًا ].
وَلَمْ أَعْلَمْ دَلِيلًا عَلَى إيجَابِ [ إنْكَاحِ ] صَالِحِي الْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ، كَمَا وَجَدْتُ الدَّلَالَةَ عَلَى إنْكَاحِ الْحَرَائِرِ إلَّا مُطْلَقًا.
فَأَحَبُّ إلَيَّ أَنْ يُنْكَحَ [ مَنْ بَلَغَ ] مِنْ الْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ، ثُمَّ صَالِحُوهُمْ خَاصَّةً وَلَا يَبِينُ لِي أَنْ يُجْبَرَ أَحَدٌ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّ الْآيَةَ مُحْتَمِلَةٌ أَنْ تَكُونَ أُرِيدَ بِهَا : الدَّلَالَةُ لَا الْإِيجَابُ.
وَذَهَبَ فِي الْقَدِيمِ : إلَى أَنَّ لِلْعَبْدِ أَنْ يَشْتَرِيَ : إذَا أَذِنَ لَهُ سَيِّدُهُ وَأَجَابَ عَنْ قَوْلِهِ :﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ﴾ ؛ بِأَنْ قَالَ : إنَّمَا هَذَا عِنْدَنَا عَبْدٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ مَثَلًا ؛ فَإِنْ كَانَ عَبْدًا فَقَدْ يَزْعُمُ أَنَّ الْعَبْدَ يَقْدِرُ عَلَى أَشْيَاءَ ( مِنْهَا ) مَا يُقِرُّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ : مِنْ الْحُدُودِ الَّتِي تُتْلِفُهُ [ أَ ] و تَنْقُصُهُ.
( وَمِنْهَا ) مَا إذَا أَذِنَ لَهُ فِي التِّجَارَةِ : جَازَ بَيْعُهُ


الصفحة التالية
Icon