( أَنَا ) أَبُو سَعِيدٍ نَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ ( رَحِمَهُ اللَّهُ ) : وَإِذَا كَانَتْ الضَّحَايَا، إنَّمَا هُوَ : دَمٌ يُتَقَرَّبُ بِهِ ؛ فَخَيْرُ الدِّمَاءِ أَحَبُّ إلَيَّ.
وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ : اسْتِسْمَانُ الْهَدْيِ وَاسْتِحْسَانُهُ ﴿ وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ أَغْلَاهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ﴾.
قَالَ : وَالْعَقْلُ مُضْطَرٌّ إلَى أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ كُلَّ مَا تُقُرِّبَ بِهِ إلَى اللَّهِ ( عَزَّ وَجَلَّ ) إذَا كَانَ نَفِيسًا، فَكُلَّمَا عَظُمَتْ رَزِيَّتُهُ عَلَى الْمُتَقَرِّبِ بِهِ إلَى اللَّهِ ( عَزَّ وَجَلَّ ) : كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِهِ.
وَقَدْ قَالَ اللَّهُ ( عَزَّ وَجَلَّ ) فِي الْمُتَمَتِّعِ :﴿ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ ﴾ ؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ شَاةٌ.
﴿ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ : الَّذِينَ تَمَتَّعُوا بِالْعُمْرَةِ إلَى الْحَجِّ، أَنْ يَذْبَحُوا شَاةً شَاةً ﴾، وَكَانَ ذَلِكَ أَقَلَّ مَا يُجْزِيهِمْ ؛ لِأَنَّهُ إذَا أَجْزَاهُ أَدْنَى الدَّمِ فَأَعْلَاهُ خَيْرٌ مِنْهُ.