قَالَ الشَّافِعِيُّ : فَمَنْ خَرَجَ سَفَرًا : عَاصِيًا لِلَّهِ ؛ لَمْ يَحِلَّ لَهُ شَيْءٌ : مِمَّا حُرِّمَ عَلَيْهِ.
بِحَالٍ : لِأَنَّ اللَّهَ ( جَلَّ ثَنَاؤُهُ ) إنَّمَا أَحَلَّ مَا حَرَّمَ، بِالضَّرُورَةِ عَلَى شَرْطِ أَنْ يَكُونَ الْمُضْطَرُّ : غَيْرَ بَاغٍ، وَلَا عَادٍ، وَلَا مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ.
وَلَوْ خَرَجَ : عَاصِيًا ؛ ثُمَّ تَابَ، فَأَصَابَتْهُ الضَّرُورَةُ بَعْدَ التَّوْبَةِ : رَجَوْتُ أَنْ يَسَعَهُ أَكْلُ الْمُحَرَّمِ وَشُرْبُهُ.
وَلَوْ خَرَجَ : غَيْرَ عَاصٍ ؛ ثُمَّ نَوَى الْمَعْصِيَةَ ؛ ثُمَّ أَصَابَتْهُ ضَرُورَةٌ : وَنِيَّتُهُ الْمَعْصِيَةُ خَشِيتُ أَنْ لَا يَسَعَهُ الْمُحَرَّمُ ؛ لِأَنِّي أَنْظُرُ إلَى نِيَّتِهِ فِي حَالِ الضَّرُورَةِ لَا فِي حَالٍ تَقَدَّمَتْهَا، وَلَا تَأَخَّرَتْ عَنْهَا.