( أَنَا ) أَبُو سَعِيدٍ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ : قُلْت لِلشَّافِعِيِّ مَا لَغْوُ الْيَمِينِ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ؛ أَمَّا الَّذِي نَذْهَبُ إلَيْهِ فَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ) ؛ أَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ) أَنَّهَا قَالَتْ : لَغْوُ الْيَمِينِ : قَوْلُ الْإِنْسَانِ : لَا وَاَللَّهِ، وَبَلَى وَاَللَّهِ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ : اللَّغْوُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ : الْكَلَامُ غَيْرُ الْمَعْقُودِ عَلَيْهِ قَلْبُهُ ؛ وَجِمَاعُ اللَّغْوِ يَكُونُ فِي الْخَطَإِ.
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : لَغْوُ الْيَمِينِ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا )، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ : قَوْلُ الرَّجُلِ : لَا وَاَللَّهِ، وَبَلَى وَاَللَّهِ.
وَذَلِكَ إذَا كَانَ : اللَّجَاجُ، وَالْغَضَبُ، وَالْعَجَلَةُ لَا يَعْقِدُ عَلَى مَا حَلَفَ [ عَلَيْهِ ] وَعَقْدُ الْيَمِينِ : أَنْ يَعْنِيَهَا عَلَى الشَّيْءِ بِعَيْنِهِ أَنْ لَا يَفْعَلَ الشَّيْءَ ؛ فَيَفْعَلُهُ أَوْ لَيَفْعَلَنَّهُ ؛ فَلَا يَفْعَلُهُ أَوْ لَقَدْ كَانَ، وَمَا كَانَ.
فَهَذَا : آثِمٌ ؛ وَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ لِمَا وَصَفْتُ مِنْ [ أَنَّ ] اللَّهَ ( عَزَّ وَجَلَّ ) قَدْ جَعَلَ الْكَفَّارَاتِ فِي عَمْدِ الْمَأْثَمِ.
قَالَ :﴿ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ﴾، وَقَالَ ﴿ لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ﴾ إلَى قَوْلِهِ :﴿ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ﴾.
وَمِثْلُ قَوْلِهِ فِي الظِّهَارِ :﴿ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنْ الْقَوْلِ وَزُورًا ﴾ ؛ ثُمَّ أَمَرَ فِيهِ بِالْكَفَّارَةِ قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَيُجْزِي : بِكَفَّارَةِ الْيَمِينِ مُدٌّ بِمُدِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِنْطَةٍ قَالَ : وَمَا يَقْتَاتُ أَهْلُ الْبُلْدَانِ مِنْ شَيْءٍ.
أَجْزَأَهُمْ مِنْهُ مُدٌّ.
[ قَالَ ] : وَأَقَلُّ مَا يَكْفِي : مِنْ الْكِسْوَةِ كُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ كِسْوَةٍ مِنْ عِمَامَةٍ، أَوْ سَرَاوِيلَ، أَوْ إزَارٍ أَوْ مِقْنَعَةٍ،