ففي " صحيح البخاري " (١) [١]) عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن البني ﷺ بعث سبعين رجلا يقال لهم : القراءة، فعرض لهم حيان من بني سليم رعل وذكوان عند بئر معونة فقتلوهم، وفي الصحابة غيرهم كثير كالخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي خليفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء رضي الله عنهم.
المرحلة الثانية : في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة. وسببه أنه قتل في وقعة اليمامة عدد كبير من القراء منهم، سالم مولى أبي حذيفة، أحد من أمر النبي ﷺ بأخذ القرآن منهم.
فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع، ففي صحيح البخاري" (٢) أن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة، فتوقف تورعا، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك، فأرسل إلى زيد بن ثابت فأتاه، وعنده عمر فقال له أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ فتتبع القرآن فاجمعه، قال : فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما. رواه البخاري مولا.
وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدوه من حسناته، حتى قال على رضي الله عنه: أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر، رحمه الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله.

(١) ( [١] ) أخرجه البخاري كتاب الجهاد باب العون بالمدد حديث رقم (٣٠٦٤).
(٢) ( (٢) أخرجه البخاري كتاب التفسير باب قوله ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) الآية. ٢)


الصفحة التالية
Icon