الزمان، وظل كتاب البرهان متواريا عن العيان، مطمورا في زوايا النسيان.
واعان على ذلك قلة نسخة المخطوطة، وتعذر الانتفاع بها.
٤ - نسخ الكتاب
وحينما تهيا لى العمل في هذا الكتاب وقفت على النسخ الاتية: ١ - نسخة مكتوبة بقلم نسخ واضح، قوبلت على اصلها، كما قوبلت على نسخة بخط المصنف، طالعها بعض العلماء واثبتوا بعض التعليقات على حواشيها، ومنهم العلامة محب الدين بن الشحنة المتوفى سنة ٨١٥ ه، مكتوبة بخط قديم ربما كان في عصر المصنف، كتبها احمد بن احمد المقدسي.
والموجود من هذه النسخ الجزء الاول ينتهى بانتهاء الكلام في اقسام معنى الكلام ويقع في مائة وستين ورقة، وعدد اسطر صفحاتها سبعة وعشرون سطرا.
وهى محفوظة بدار الكتب المصرية بمكتبة طلعت، برقم ٤٥٦ - تفسير.
وقد رمزت إليها بالحرف ط.
٢ - نسخة وقعت في مجلدين: الاول كتب بخط نسخ واضح مضبوط بالحركات، ويبدو انه من خطوط القرن التاسع.
ويقع في ست ومائتي ورقة، وعدد اسطر كل صفحة خمسة وعشرون سطرا، وبه بياضات متفرقة في بعض المواضع.
والثانى يكمل هذه النسخة بخطوط حديثة متعددة، آخره مؤرخ
واعلم أن من المعلوم أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه وأنزل كتابه على لغتهم وإنما احتيج إلى التفسير لما سنذكر بعد
تقرير قاعدة وهى أن كل من وضع من البشر كتابا فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة أحدها كمال فضيلة المصنف فإنه لقوته العلمية يجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز فربما عسر فهم مراده فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية ومن هنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له وثانيها قد يكون حذف بعض مقدمات الأفيسة بكر أو أغفل فيها شروطا اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج الشارح لبيان المحذوف ومراتبه وثالثها احتمال اللفظ لمعان ثلاثة كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام فيحتاج الشارح الى بيان غرض المصنف وترجيحه وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو منه بشر من السهو والغلط وتكرار الشئ وحذف المهم وغير ذلك فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك وإذا علم هذا فنقول إن القرآن إنما أنزل بلسان عربي مبين في زمن أفصح العرب وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه أما دقائق باطنه فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والنظر من سؤالهم النبي ﷺ في الأكثر كسؤالهم لما نزل ولم يلبسوا إيمانهم بظلم فقالوا أينا لم يظلم نفسه ففسره النبي ﷺ بالشرك واستدل


الصفحة التالية
Icon