وكان يكتب مصنفاته بنفسه، وخطه ردئ جدا قل من يحسن استخراجه، كما اخبر بذلك ابن العماد (١)، ولهذا شاع في الكتب المنقولة عن خطه الغموض والابهام والتحريف والتصحيف، ولقى منها القراء والدارسون العناء الكثير.
وتولى من المناصب خانقاه كريم الدين بالقرافة الصغرى.
وتوفى بمصر في رجب سنة اربع وتسعين وسبعمائة، ودفن بالقرافة بالقرب من تربة بكتمر الساقى يرحمه الله.
٢ - مؤلفاته * ١ - الاجابة على ايراد ما استدركته عائشة على الصحابة طبع بالمطبعة الهاشمية بدمشق سنة ١٩٣٩، بتحقيق الاستاذ سعيد الافغاني.
٢ - إعلام الساجد باحكام المساجد.
منه نسخة خطية بمكتبة الجامع المقدس بصنعاء، كتبت سنة ٧٩١، وعنها نسخة مصورة على الميكرو فلم بدار الكتب المصرية.
ومنه نسخة ايضا في مكتبة آصاف (٢: ١١٤٨)، واخرى في مكتبة رامبور (١: ١٦٦).
٣ - البحر المحيط في اصول الفقه.
ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم ٤٨٣ - أصول.
لا يستقصى معانيه فهم، الخلق، ولا يحيط بوصفه على الاطلاق ذو اللسان الطلق، فالسعيد من صرف همته إليه، ووقف فكره وعزمه عليه، والموفق من وفقه الله لتدبره، واصطفاه للتذكير به وتذكره، فهو يرتع منه في رياض، ويكرع منه في حياض.
اندى على الاكباد من قطر الندى والذ في الاجفان من سنة الكرى يملا القلوب بشرا (١)، ويبعث القرائح عبيرا ونشرا، يحيى القلوب باوراده، ولهذا سماه الله روحا، فقال: (يلقى الروح من امره على من يشاء من عباده) (٢)، فسماه روحا لانه يودى الى حياة الابد، ولولا الروح لمات الجسد، فجعل هذا الروح سببا للاقتدار، وعلما على الاعتبار.
يزيد على طول التأمل بهجة كان العيون الناظرات صياقل وانما يفهم بعض معانية، ويطلع على اسراره ومبانيه، من قوى نظره، واتسع مجاله في الفكر وتدبره، وامتد باعه، ورقت طباعه، وامتد في فنون الادب، واحاط بلغة العرب.
قال الحر الى (٣) في جزء سماه: (مفتاح الباب المقفل، لفهم الكتاب المنزل): لله تعالى مواهب، جعلها اصولا للمكاسب، فمن وهبه عقلا يسر عليه السبيل، ومن ركب فيه خرقا نقص ضبطه من التحصيل، ومن أيده بتقوى الاستناد إليه في جميع


الصفحة التالية
Icon