صالح بن محمد بن حسن الأسمري
[عضو هيئة الدعوة بوزارة الشئون الإسلامية
بمنطقة مكة المكرمة / فرع الطائف]
(١٥/٦/١٤٢٠هـ)
بالطائف
ببسم
مُقَدّمَةٌ
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي كان خلقه القرآن، وعلى آله وصحبه ومن اتبعه إلى يوم الدين. أما بعدفقد مَنَّ الله عليَّ ويسر لي أن أكون معلما للقرآن، وقد وجدت من الدارسين من لا يعرف الأشياء الضرورية مثل السكون والشدة، وبعضهم لم يستطع أن يقرأ كلمة (تَبَدَّلَ) في سورة الأحزاب الآية (٥٢)، فقلت له افتح التاء والباء، وشدد الدال بالفتح، فلم يعرف هذه المصطلحات ؛ رغم أنه أنهى مراحل التعليم. وهو مشكور لأنه جاء بنفسه وجلس مع الطلاب رغبة منه أن يتعلم القرآن. وهو معذور لأنه ربما لم يتعلم الطريقة التركيبية، وأقصد بها تعلم القراءة بالسير من الحرف إلى الكلمة إلى الجملة مثل ما حاولت أن أفعله في هذا المؤلف بأن يتعلم المبتدئ نطق الحروف مفردة ثم الكلمات ثم الجمل. وأنا لا أعيب الطريقة التحليلية المتبعة الآن في المدارس وهي تقوم علي السير من الجملة إلى الكلمة إلى الحرف، بل ربما تكون مشوقة، ولكني أرى أن يتعلم المبتدئ الطريقتين معا، لكل طريقة كتاب خاص بها مع حصة خاصة بها، حتى يستفيد من مميزات كل طريقة ولا يتضرر من عيوب تعلم طريقة واحدة. وقد وجدت من أولياء الأمور ممن يريدون أن يعلموا أولادهم الطريقة التركيبية وجدتهم يشترون لهم (القاعدة البغدادية)، وهو كتاب مختصر وغير كاف يُعلم الحروف الهجائية ثم يأتي بكلمات ليس لها معنى مثل (طانكم ثِينكم كَيْنكم سُونكم هلاّ بلاّ حلاّ خلاّ). فرأيت من واجبي - بعد أن استخرت الله تعالى - أن أقوم بتأليف هذا الكتاب وسميته {القاعدة المكيَّة)، وإني لأرجو من الله - جل وعلا- أن ينتفع به المعلمون والمتعلمون والعرب والأعاجم وطلاب المدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.