وليس لما أحال في هاتين الإحالتين وجود في الموضعين المحال عليهما – وهاتان في القسم الثاني -، وفيه إحالات أخرى يوجد في المواضع المحال عليها فيها طرف من المعنى المحال به فقط.
وهذه أمثلة من القسم الرابع :
في التفسير (٦/٢٢) في تفسير سورة "ق" "ذكرنا ذلك في تفسير الفاتحة حيث قلنا : قال : بسم الله الرحمن الرحيم إشارة إلى كونه رحماناً في الدنيا حيث خلقنا، رحيماً في الدنيا حيث رزقنا رحمة، ثم قال مرة بعد قوله :﴿ الحمد ببه رب العالمين. الرحمن الرحيم ﴾ أي هو رحمام مرة أخرة في الآخرة بخلقنا ثانياً، استدللنا عليه بقوله بعد ذلك :﴿ ملك يوم الدين ﴾ أي بخلقنا ثانياً، ورحيم برزقنا، ويكون هو المالك في ذلك اليوم إذا علمت هذا..".
وليس في تفسير الفاتحة أثر لهذا الكلام بلفظه، ولا معناه...
وفي التفسير (٦/٣٠) في تفسير الذاريات :
"المسئلة الأولى قد ذكرنا الحكم وفي القسم من المسائل الشريفة والمطالب العظيمة في سورة الصافات ونعيدها ههنا، وفيها وجوه : الأول.. واستوفينا الكلام في سورة الصفات".
ساق كلاماً طويلاً ليس له أثر في تفسير الصافات، وإنما يوجد بعضه في تفسير يس، هذا وتفسير الصافات من القسم الثالث، وهو من تصنيف الرازي، فأما تفسير يس فمن القسم الثاني، وهو من تصنيف مصنف الرابع.
وفي التفسير (٦/٧٢) في تفسير الطور :
" المسئلة الرابعة هذل يدل على أنه لم يطلب منهم أجراً وقوله تعالى :﴿ قل لا اسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى.. ﴾ المراد من قوله :"إلا المودة في القرب" هو إني لا أسألكم عليه أجراً يعود إلى في الدنيا، وإنما أجري المحبة في الزلفى إلى الله تعالى.. وقد ذكرناه (هناك) يعني في تفسير الشورى وتفسير الشورى من القسم الثالث، وليس فيه هذا الذي قال.


الصفحة التالية
Icon