أخرجه البخاري في ((التفسير)) من ((صحيحه)) برقم / ٤٨٣٥، وفي مواضع أخر منه، في ((المغازي برقم / ٤٢٨١)) وفي ((فضائل القرآن برقم / ٥٠٤٧)) وفي ((التوحيد برقم / ٧٥٤٠)) الحديث أخرجه جماعة منهم: مسلم، وأبو داود، والحاكم في ((الإِكليل))، وابن الجعد، وأبو عبيدة في ((فضائل القرآن)) والترمذي في ((الشمائل)) والإِسماعيلي في ((مستخرجه)). (١) وفي رواية الترمذي: ((وقال معاوية بن قرة: لولا أن يجتمع الناس علي لأخذت لكم في ذلك الصوت، أو قال: ((اللَّحن)) انتهى. و((اللحن)) هو: الترجيع. ويدل على أن المراد الترجيع، وروده مصرحاً به في رواية البخاري في ((المغازي)) من صحيحه بلفظ: (لولا أن يجتمع الناس حولي لرجَّعت كما يرجَّع) فالمحاكاة في ((خصوص الترجيع))، فهذا يعني ((الأداء))، وفرق بين حكاية الصوت فهذا لم يقع، وبين حكاية ((الأداء والقراءة)) وهذا أمر مطلوب بأن يقرأ العبد القرآن مؤدياً له على وفق قواعد القراءة، وضوابطها الشرعية، ومن غير إخلال بغلو أو تفريط ولهذا قال النبي - ﷺ - :((من أراد أن يقرأ القرآن رطباً)) الحديث. ويدل أيضا على أن المراد ((خصوص الترجيع)) أن النبي - ﷺ - نزلت عليه هذه الآيات، وهو على راحلته في ((غزوة الفتح)) وكان ترجيعه - ﷺ - آآآ، ثلاث مرات.
قال الحافظ ابن حجر: قال القرطبي: ((يحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة كما يعتري رافع صوته إذا كان ركباً، من انضغاط صوته، وتقطيعه لأجل هز المركوب، وبالله التوفيق)). انتهى. أي: فهذه واقعة عين لا عموم لها.