والزهد.
قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو: لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت، لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حملها، ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت كذا وكذا...
وقال أبو عبيدة: كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها، وتفرد للعبادة وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث.
روى عن الأخنس أنه قال: مر الحسن "البصري" بأبي عمرو وحلقته متوافرة، والناس عكوف، فقال: مَن هذا؟ فقالوا: أبو عمرو، فقال: لا إله إلا الله، كادت العلماء أن تكون أربابًا، كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يئول.
قال ابن مجاهد: وحدثونا عن وهب بن جرير، قال: قال لي شعبة: تمسك بقراءة أبي عمرو؛ فإنها ستصير للناس إسنادًا.
قال ابن الجزري: وقد صح ما قاله شبعة -رحمه الله- فالقراءة التي عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو، فلا تكاد تجد أحدًا يلقن القرآن إلى على حرفه خاصة في الفرش...
وقال ابن الجزري -بعدما ذكر تحول أهل الشام من قراءة ابن عامر إلى قراءة أبي عمرو: وأنا أعد ذلك من


الصفحة التالية
Icon