قوله تعالى :﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ : يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ﴾ فيه أربعة أقاويل :
أحدها : معناه إني قابضك برفعك إلى السماء من غير وفاة بموت، وهذا قول الحسن، وابن جريج، وابن زيد.
والثاني : متوفيك وفاة نوم للرفع إلى السماء، وهذا قول الربيع.
والثالث : متوفيك وفاة بموت، وهذا قول ابن عباس.
والرابع : أنه من المقدم والمؤخر بمعنى رافعك ومتوفيك بعده، وهذا قول الفراء.
وفي قوله تعالى :﴿ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ﴾ قولان :
أحدهما : رافعك إلى السماء.
والثاني : معناه رافعك إلى كرامتي.
﴿ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أن تطهيره منهم هو منعهم من قتله.
الثاني : أنه إخراجه من بينهم.
﴿ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : فوقهم بالبرهان والحجة.
والثاني : بالعز والغلبة.
وفي المعنيّ بذلك قولان :
أحدهما : أن الذين آمنوا به فوق الذين كذّبوه وكذَبوا عليه، وهذا قول الحسن، وقتادة، والربيع، وابن جريج.
والثاني : أن النصارى فوق اليهود، لأن النصارى أعز واليهود أذل، وفي هذا دليل على أنه لا يكون مملكة إلى يوم القيامة بخلاف الروم.