والإثم : الخمر، والمتك : الأترج.
الثالث : أنه كل ما يجز بالسكين وهو قول عكرمة لأنه في الغالب يؤكل على متكأ.
الرابع : أنه كل الطعام والشراب على عمومه، وهو قول سعيد بن جبير وقتادة.
﴿ وآتت كلَّ واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن ﴾ وإنما دفعت ذلك إليهن في الظاهر معونة على الأكل، وفي الباطن ليظهر من دهشتهن ما يكون شاهداً عليهن. قال الزجاج : كان كالعبد لها فلم تمكنه أن يخرج إلا بأمرها.
﴿ فلما رأينه أكبرنه ﴾ وفيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : معناه أعظمنه، قاله ابن عباس.
الثاني : معناه وجدن شأنه في الحسن والجمال كبيراً، قال ابن بحر.
الثالث : معناه : حضن عند رؤيته، وهو قول رواه عبد الصمد بن علي الهاشمي عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس.
وقيل : إن المرأة إذا جزعت أو خافت حاضت، وقد يسمى الحيض إكباراً، قال الشاعر :
نأتي النساء على أطهارهن ولا... نأتي النساء إذا أكبرن إكباراً
﴿ وقطعن أيديهن ﴾ دهشاً ليكون شاهداً عليهن على ما أضمرته امرأة العزيز فيهن.
وفي قطع أيديهن وجهان :
أحدهما : أنهن قطعن أيديهن حتى بانت.
الثاني : أنهن جرحن أيديهن حتى دميت، من قولهم قطع فلان يده إذا جرحها.
﴿ وقلن حاش لله ﴾ بالألف في قراءة أبي عمرو ونافع في رواية الأصمعي وقرأ الباقون حاش لله بإسقاط الألف، ومعناهما واحد.
وفي تأويل ذلك وجهان :
أحدهما : معاذ الله، قاله مجاهد.
الثاني : معناه سبحان الله، قاله ابن شجرة.
وفي أصله وجهان : أحدهما : أنه مأخوذ من قولهم كنت في حشا فلا أي في ناحيته.
والثاني : أنه مأخوذ من قولهم حاش فلاناً أى اعزله في حشا يعني في ناحية. ﴿ ما هذا بشراً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ما هذا أهلاً للمباشرة.
الثاني : ما هذا من جملة البشر. وفيه وجهان :
أحدهما : لما علمهن من عفته وأنه لو كان من البشر لأطاعها.
الثاني : لما شاهدن من حسنه البارع وجماله البديع ﴿ إن هذا إلا ملك كريم ﴾ وقرىء ما هذا بشراً ( بكسر الباء والشين ) أى ما هذا عبداً مشترى إن هذا إلا ملك كريم، مبالغة في تفضيله في جنس الملائكة تعظيماً لشأنه.
قوله عزوجل ﴿ قال رب السجن أحب إلىَّ مما يدعونني إليه ﴾ وهذا يدل على أنها دعته إلى نفسها ثانية بعد ظهور حالهما، فقال :﴿ رب السجن أحب إلىَّ ﴾ يعني الحبس في السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه.
ويحتمل وجهين :
أحدهما : أنه أراد امرأة العزيز فيما دعته إليه من الفاحشة وكنى عنها بخطاب الجمع إما تعظيماً لشأنها في الخطاب وإما ليعدل عن التصريح إلى التعريض.
الثاني : أنه أراد بذلك جماعة النسوة اللاتي قطعن أيديهن حين شاهدنه لاستحسانهن له واستمالتهن لقلبه.
﴿ وإِلاَّ تصرف عني كيدهن ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : ما دعي إليه من الفاحشة إذا أضيف ذلك إلى امرأة العزيز.
الثاني : استمالة قلبه إذا أضيف ذلك إلى النسوة.
﴿ أصْبُ إِليهن ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أتابعهن، قاله قتادة.
الثاني : أمل إليهن، ومنه قول الشاعر :
إلى هند صبا قلبي... وهند مثلها يصبي


الصفحة التالية
Icon