قوله تعالى :﴿... شَيْئاً فَرِيّاً ﴾ فيه خمسة تأويلات :
أحدها : أنه القبيح من الإفتراء، قاله الكلبي.
الثاني : أنه العمل العجيب، قاله الأخفش.
الثالث : العظيم من الأمر، قاله مجاهد، وقتادة، والسدي.
الرابع : أنه المتصنع مأخوذ من الفرية وهو الكذب، قاله اليزيدي.
الخامس : أنه الباطل.
قوله تعالى :﴿ يَآ أُخْتَ هَارُونَ... ﴾ وفي هذا الذي نسبت إليه أربعة أقاويل :
أحدها : أنه كان رجلاً صالحاً من بني إسرائيل ينسب إليه من يعرف بالصلاح، قاله مجاهد وكعب، والمغيرة بن شعبة يرفعه للنبي ﷺ
الثاني : أنه هارون أخو موسى فنسبت إليه لأنها من ولده كما يقال يا أخا بني فلان، قاله السدي.
الثالث : أنه كان أخاها لأبيها وأمها، قاله الضحاك.
الرابع : أنه كان رجلاً فاسقاً معلناً بالفسق ونسبت إليه، قاله ابن جبير.
﴿ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً ﴾ أي زانية. وسميت الزانية بغياً لأنها تبغي الزنا أي تطلبه.
قوله تعالى :﴿ فَأشَارَتْ إِلَيْهِ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أشارت إلى الله فلم يفهموا إشارتها، قاله عطاء.
الثاني : أنها أشارت إلى عيسى وهو الأظهر، إما عن وحي الله إليها، وإما لثقتها بنفسها في أن الله تعالى سيظهر براءتها، فأشارت إلى الله إليها، فأشارت إلى عيسى أن كلموه فاحتمل وجهين :
أحدهما : أنها أحالت الجواب عليه استكفاء.
الثاني : أنها عدلت إليه ليكون كلامه لها برهاناً ببراءتها.
﴿ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ ﴾ وفي ﴿ كَانَ ﴾ في هذا الموضع وجهان :
أحدهما : أنها بمعنى يكون تقديره من يكون في المهد صبياً قاله ابن الأنباري.
الثاني : أنها صلة زائدة وتقديره من هو في المهد، قاله ابن قتيبة.
وفي ﴿ الْمَهْدِ ﴾ وجهان :
أحدهما : أنه سرير الصبي المعهود لمنامه.
الثاني : إنه حجرها الذي تربيه فيه، قاله قتادة. وقيل إنهم غضبوا وقالوا : لسخريتها بنا أعظم من زناها، قاله السدي. فلما تكلم قالوا : إن هذا لأمر عظيم.
﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾ وإنما قدم إقراره بالعبودية ليبطل به قول من ادعى فيه الربوبية وكان الله هو الذي أنطقه بذلك لعلمه بما يتقوله الغالون فيه.
﴿ ءَآتَانِيَ الْكِتَابَ ﴾ أي سيؤتيني الكتاب.
﴿ وَجَعَلَنِي نَبِيَّاً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : وسيجعلني نبياً، والكلام في المهد من مقدمات نبوته.
الثاني : أنه كان في حال كلامه لهم في المهد نبياً كامل العقل ولذلك كانت له هذه المعجزة، قاله الحسن. وقال الضحاك : تكلم وهو ابن أربعين. [ يوماً ].
قوله تعالى :﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : نبياً، قاله مجاهد.
الثاني : آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر.
الثالث : معلماً للخير، قاله سفيان.
الرابع : عارفاً بالله وداعياً إليه.
﴿ وأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ ﴾ فيها وجهان :
أحدهما : الدعاء والإِخلاص. الثاني : الصلوات ذات الركوع والسجود.
ويحتمل ثالثاً : أن الصلاة الإِستقامة مأخوذ من صلاة العود إذا قوّم اعوجاجه بالنار.
﴿ وَالزَّكَاة.. ﴾ فيها وجهان :
أحدهما : زكاة المال.
الثاني : التطهير من الذنوب.
ويحتمل ثالثاً : أن الزكاة الاستكثار من الطاعة، لأن الزكاة في اللغة النماء والزيادة.


الصفحة التالية
Icon