وفي سبب تسميتها سدرة المنتهى خمسة أوجه :
أحدها : لانه ينتهي علم الأنبياء إليها، ويعزب علمهم عما وراءها، قاله ابن عباس.
الثاني : لأن الأعمال تنتهي إليها وتقبض منها، قاله الضحاك.
الثالث : لانتهاء الملائكة والنبيين إليها ووقوفهم عندها، قاله كعب.
الرابع : لأنه ينتهي إليها كل من كان على سنة رسول الله ﷺ ومنهاجه، قاله الربيع بن أنس.
الخامس : لأنه ينتهي إليها كل ما يهبط من فوقها ويصعد من تحتها، قاله ابن مسعود.
﴿ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ فيه قولان :
أحدهما : جنة المبيت والإقامة، قاله علي، وأبو هريرة.
الثاني : أنها منزل الشهداء، قاله ابن عباس، وهي عن يمين العرش وفي ذكر جنة المأوى وجهان على ما قدمناه في سدرة المنتهى :
أحدهما : أن المقصود بذكرها تعريف موضعها بأنه عند سدرة المنتهى، قاله الجمهور.
﴿ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن الذي يغشاها فراش من ذهب، قاله ابن مسعود ورواه مرفوعاً.
الثاني : أنهم الملائكة، قاله ابن عباس.
الثالث : أنه نور رب العزة، قاله الضحاك.
فإن قيل لم اختيرت السدرة لهذا الأمر دون غيرها من الشجر؟ قيل : لأن السدرة تختص بثلاثة أوصاف : ظل مديد، وطعم لذيذ، ورائحة ذكية، فشابهت الإيمان الذي يجمع قولاً وعملاً ونية، فظلها بمنزلة العمل لتجاوزه، وطعمها بمنزلة النية لكمونه، ورائحتها بمنزلة القول لظهوره.
﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ في زيغ البصر ثلاثة أوجه؛ أحدها : انحرافه.
الثاني : ذهابه، قاله ابن عباس.
الثالث : نقصانه، قاله ابن بحر.
وفي طغيانه ثلاثة أوجه :
أحدها : ارتفاعه عن الحق.
الثاني : تجاوزه للحق، قاله ابن عباس.
الثالث : زيادته، ويكون معنى الكلام أنه رأى ذلك على حقه وصدقه من غير نقصان عجز عن إدراكه، ولا زيادة توهمها في تخليه، قاله ابن بحر.
﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : ما غشي السدرة من فراش الذهب، قاله ابن مسعود.
الثاني : أنه قد رأى جبريل وقد سد الأفق بأجنحته، قاله ابن مسعود أيضاً.
الثالث : ما رأه حين نامت عيناه ونظر بفؤاده، قاله الضحاك.