الثاني : زادَ وكثر، قاله عطاء.
الثالث : أنه طغى على خزانه من الملائكة، غضباً لربه فلم يقدروا على حبسه، قاله عليّ رضي الله عنه.
قال قتادة : زاد على كل شيء خمسة عشر ذراعاً.
وروي عن ابن عباس أنه قال : ما أرسل من ريح قط إلا بمكيال.
وما أنزل الله من قطرة قط إلا بمثقال، إلا يوم نوح وعاد، فإن الماء يوم نوح طغى على خزانه فلم يكن لهم عيله سبيل، ثم قرأ :« إنا لما طغى الماء » الآية. وإن الريح طغت على خزانها يوم عاد فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ. « بريح صرصر عاتية سخرها عليهم » الآية.
﴿ حملناكم في الجارية ﴾ يعني سفينة نوح، سميت بذلك لأنها جارية على الماء.
وفي قوله حملناكم وجهان :
أحدهما : حملنا آباءكم الذين أنتم من ذريتهم.
الثاني : أنهم في ظهور آبائهم المحمولين، فصاروا معهم، وقد قال العباس بن عبد المطلب ما يدل على هذا الوجه وهو قوله في مدح النبي ﷺ :
من قبلها طِبتَ في الظلال وفي | مُستودع حيث يُخْصَفُ الورقُ. |
ثم هبطتَ البلادَ لا بشرٌ | أنت ولا مُضْغةٌ ولا عَلَقُ. |
بل نطفةٌ تركب السَّفينَ وقد | ألجَمَ نَسراً وأهلَه الغرقُ. |
﴿ وتَعِيَها أُذُنٌ واعِيةٌ ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : سامعة، قاله ابن عباس.
الثاني : مؤمنة، قاله ابن جريج.
الثالث : حافظة، وهذا قول ابن عباس أيضاً.
قال الزجاج : يقال وعيت لما حفظته في نفسك، وأوعيت لما حفظته في غيرك.
وروى مكحول أن النبي ﷺ قال عند نزول هذه الآية :« سألت ربي أن يجلعها أُذُنَ عليٍّ » قال مكحول : فكان عليٌّ رضي اللَّه عنه يقول : ما سمعت من رسول الله شيئاً قط نسيته إلا وحفظته.
الرابع :[ أنالأذن الواعية ] أُذن عقلت عن اللَّه وانتفعت بما سمعت من كتاب اللَّه، قاله قتادة.