الثاني : فسّرْه تفسيراً، قاله ابن جبير.
الثالث : أن تقرأه على نظمه وتواليه، لا تغير لفظاً ولا تقدم مؤخراً مأخوذ من ترتيل الأسنان إذا استوى نبتها وحسن انتظامها، قاله ابن بحر.
﴿ إنّا سنُلْقي عليكَ قوْلاً ثَقيلاً ﴾ وهو القرآن، وفي كونه ثقيلاً أربعة تأويلات :
أحدها : أنه إذا أوحي إليه كان ثقيلاً عليه لا يقدر على الحركة حتى ينجلي عنه، وهذا قول عائشة وعروة بن الزبير.
الثاني : العمل به ثقيل في فروضه وأحكامه وحلاله وحرامه، قاله الحسن وقتادة.
الثالث : أنه في المزان يوم القيامة ثقيل، قاله ابن زبير.
الرابع : ثقل بمعنى كريم، مأخوذ من قولهم : فلان ثقيل عليّ أي كريم عليّ، قاله السدي.
ويحتمل تأويلً خامساً : أن يكون ثقيل بمعنى ثابت، لثبوت الثقيل في محله، ويكون معناه أنه ثابت الإعجاز لا يزول إعجازه أبداً.
﴿ إنّ ناشئةَ الليل هي أَشدُّ وطْئاً ﴾ فيها ستة تأويلات :
أحدها : أنه قيام الليل، بالحبشية، قاله ابن مسعود.
الثاني : أنه ما بين المغرب والعشاء، قاله أنس بن مالك.
الثالث : ما بعد العشاء الآخرة، قاله الحسن ومجاهد.
الرابع : أنها ساعات الليل لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة، قاله ابن قتيبة.
الخامس : أنه بدء الليل، قاله عطاء وعكرمة.
السادس : أن الليل كل ناشئة، قال ابن عباس : لأنه ينشأ بعد النهار.
وفي « أشد وطْئاً » خمسة تأويلات :
أحدها : مواطأة قلبك وسمعك وبصرك، قاله مجاهد.
الثاني : مواطأة قولك لعملك، وهو مأثور.
الثالث : مواطأة عملك لفراغك، وهو محتمل.
الرابع : أشد نشاطاً، قاله الكلبي، لأنه زمان راحتك.
الخامس : قاله عبادة : أشد وأثبت وأحفظ للقراءة.
وفي قوله :﴿ وأَقْوَمُ قِيلاً ﴾ ثلاثة تأويلات :
أحدها : معناه أبلغ في الخير وأمعن في العدل، قاله الحسن.
الثاني : أصوب للقراءة وأثبت للقول لأنه زمان التفهم، قاله مجاهد وقتادة، وقرأ أنس بن مالك « وأهيأ قيلاً » وقال أهيأ وأقوم سواء.
الثالث : أنه أعجل إجابة للدعاء، حكاه ابن شجرة.
﴿ إن لك في النهارِ سَبْحاً طويلاً ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : يعني فراغاً طوياً لنَومك وراحتك، فاجعل ناشئة الليل لعبادتك، قاله ابن عباس وعطاء.
الثاني : دعاء كثيراً، قاله السدي وابن زيد والسبح بكلامهم هو الذهاب، ومنه سبح السابح في الماء.
﴿ واذكر اسم ربك ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : اقصد بعملك وجه ربك.
الثاني : أنه إذا أردت القراءة فابدأ بسم الله الرحمن الرحيم، قاله ابن بحر. ويحتمل وجهاً ثالثاً : واذكر اسم ربك في وعده ووعيده لتتوفر على طاعته وتعدل عن معصيته.
﴿ وتَبتَّلْ إليه تَبْتِيلاً ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : أخلص إليه إخلاصاً، قاله مجاهد.
الثاني : تعبد له تعبداً، قاله ابن زيد.
الثالث : انقطع إليه انقطاعاً، قاله أبو جعفر الطبري، ومنه مريم البتول لانقطاعها إلى الله تعالى، وجاء في الحديث النهي عن التبتل الذي هو الانقطاع عن الناس والجماعات.
الرابع : وتضرّع إليه تضرّعاً.
﴿ ربُّ المشْرِقِ والمْغرِبِ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : رب العالَمِ بما فيه لأنهم بين المشرق والمغرب، قاله ابن بحر.
الثاني : يعني مشرق الشمس ومغربها.
وفي المراد بالمشرق والمغرب ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه استواء الليل والنهار، قاله وهب بن منبه.
الثاني : أنه دجنة الليل ووجه النهار، قاله عكرمة.
الثالث : أنه أول النهار وآخره، لأن نصف النهار أوله فأضيف إلى المشرق، ونصفه آخره فأضيف إلى المغرب.
﴿ فاتّخِذْهُ وَكيلاً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : مُعيناً.
الثاني : كفيلاً.
الثالث : حافظاً.