الثالث : أنه أراد عموم الليل كله.
وفي قوله ﴿ إذا يسرِ ﴾ ثلاثة أوجه :
أحدها : إذا أظلم، قاله ابن عباس.
الثاني : إذا سار، لأن الليل يسير بمسير الشمس والفلك فينتقل من أفق إلى أفق، ومنه قولهم جاء الليل وذهب النهار.
الثالث : إذا سار فيه أهله، لأن السرى سير الليل.
﴿ هل في ذلك قَسَمٌ لذي حجْرٍ ﴾ وفي ذي الحجر لأهل التأويل خمسة أقاويل :
أحدها : لذي عقل، قاله ابن عباس.
الثاني : لذي حلم، قاله الحسن.
الثالث : لذي دين، قاله محمد بن كعب.
الرابع : لذي ستر، قاله أبو مالك.
الخامس : لذي علم، قاله أبو رجاء.
والحجر : المنع، ومنه اشتق اسم الحجر لامتناعه بصلابته، ولذلك سميت الحجرة لامتناع ما فيها بها، ومنه سمي حجر المَولَّى عليه لما فيه من منعه عن التصرف، فجاز أن يحمل معناه على كل واحد من هذه التأويلات لما يضمنه من المنع.
وقال مقاتل « هل » ها هنا في موضع إنّ، وتقدير الكلام : إن في ذلك قسماً لِذي حِجْر.
﴿ ألم تَرَ كيف فَعَل ربُّك بعادٍ * إرَمَ ﴾ فيه سبعة أقاويل :
أحدها : أن إرم هي الأرض، قاله قتادة.
الثاني : دمشق، قاله عكرمة.
الثالث : الإسكندرية، قاله محمد بن كعب.
الرابع : أن إرم أُمة من الأمم، قاله مجاهد، قال الشاعر :
كما سخرت به إرم فأضحوا... مثل أحلام النيام.
الخامس : أنه اسم قبيلة من عاد، قاله قتادة.
السادس : أن إرم اسم جد عاد، قاله محمد بن إسحاق، وحكى عنه أنه أبوه، وأنه عاد بن إرم بن عوض بن سام بن نوح.
السابع : أن معنى إرم القديمة، رواه ابن أبي نجيح.
الثامن : أنه الهلاك، يقال : أرم بنو فلان، أي هلكوا، قاله الضحاك.
التاسع : أن الله تعالى رمّهم رّماً فجعلهم رميماً، فلذلك سماهم، قاله السدي.
﴿ ذاتِ العمادِ ﴾ فيه أربعة أقاويل :
أحدها : ذات الطُّول، قال ابن عباس مأخوذ من قولهم رجل معمّد، إذا كان طويلاً، وزعم قتادة. أنه كان طول الرجل منهم اثني عشر ذراعاً.
الثاني : ذات العماد لأنهم كانوا أهل خيام وأعمدة، ينتجعون الغيوث، قاله مجاهد.
الثالث : ذات القوة والشدة، مأخوذ من قوة الأعمدة، قاله الضحاك، وحكى ثور بن يزيد أنه قال : أنا شداد بن عاد، وأنا الذي رفعت العماد، وأنا الذي شددت بذراعي بطن السواد، وأنا الذي كنزت كنزاً على سبعة أذرع لا تخرجه إلا أمة محمد.
الرابع : ذات العماد المحكم بالعماد، قاله ابن زيد.
﴿ التي لم يُخْلَقْ مِثْلُها في البلادِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لم يخلق مثل مدينتهم ذات العماد في البلاد، قاله عكرمة.


الصفحة التالية
Icon