وعن هذا قال الكلبي وقتادة: يدل على صحته الحديث الذي أخبرناه أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرو قال: حدثنا إبراهيم بن سفيان قال: حدثنا مسلم قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين قال: حدثنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال: بعثنا النبي ﷺ إلى حرقة بن جهينة، فصبحنا القوم فهزمناهم قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، قال: فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي فقتلته، فلما قدمنا بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ قلت: يا رسول الله إنما كنا متعوذاً، قال: أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ قال: فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
قوله تعالى (لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ) الآية. أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن سهل بن سعد، عن مروان بن الحكم، عن زيد بن ثابت قال: كنت عند النبي ﷺ حين نزلت عليه (لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ) ولم يذكر أولي (أُولي الضَرَرِ) فقال ابن أم مكتوم: كيف وأنا الأعمى لا أبصر، قال زيد: فتغشى النبي ﷺ في مجلسه الوحي، فاتكأ على فخذي، فوالذي نفسي بيده لقد ثقل على فخذي حتى خشيت أن يرضها، ثم سرى عنه فقال: اكتب (لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولي الضَرَرِ) فكتبتها. رواه البخاري، عن إسماعيل بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح عن الزهري. ذ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر قال: أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة قال: أنبأنا أبو إسحاق سمعت البراء يقول: لما نزلت هذه الآية (لا يَستَوي القاعِدونَ) دعا رسول الله ﷺ زيداً، فجاء بكتف وكتبها، فشكا ابن أم مكتوم ضرارته، فنزلت (لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولي الضَرَرِ) رواه البخاري عن أبي الوليد، ورواه مسلم عن بندار، عن غندر، عن شعبة: أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم النصراباذي قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد قال: أخبرنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن رسول الله ﷺ أنه قال: ادع لي زيداً وقل له يجيء بالكتف والدواة أو اللوح، وقال: اكتب لي (لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ) أحسبه قال: والمجاهدون في سبيل الله، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله بعيني ضرر، قال: فنزلت قبل أن يبرح (غَيرُ أُولي الضَرَرِ) رواه البخاري عن محمد بن يوسف، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق.
قوله تعالى (إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم) الآية. نزلت هذه الآية في ناس من أهل مكة تكلموا بالإسلام ولم يهاجروا وأظهروا الإيمان وأسروا النفاق، فلما كان يوم بدر خرجوا مع المشركين إلى حرب المسلمين فقتلوا فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم وقالوا لهم ما ذكر الله سبحانه.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سواد، عن عكرمة، عن ابن عباس (إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم) وتلاها إلى آخرها قال: كانوا قوماً من المسلمين بمكة، فخرجوا في قوم من المشركين في قتال، فقتلوا معهم، فنزلت هذه الآية.