قلت:

معروفا البصري ومعه قد ولي ثان لدى القيوم مع مك جلي
وأقول: أفاد هذا البيت أن قوله تعالى: ﴿إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ معدود للبصري ومتروك لغيره وأن المدني الثاني والمكي قد تبعا البصري واصطحبا معه في عد قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم﴾ وإذا كان هذا الموضع معدودا للمدني الثاني المكي والبصري يكون متروكا للمدني الأول والشامي والكوفي.
قلت:
عد إلى النور المديني الأول وخلف مك في شهيد يهمل
وأقول: عد المدني الأول قوله تعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ وتركه غيره. ومعنى قولي: وخلف مك إلخ أنه اختلف عن المكي في عد وترك قوله تعالى: ﴿تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ﴾ وأن هذا الخلاف غير معتد به؛ إذ الصحيح أن آية الدين آية واحدة عند جميع علماء العدد كما تدل على ذلك الأحاديث والآثار. فما نقل عن المكي أنه كان يعد ﴿وَلا شَهِيدٌ﴾ لا يحفل به، ولا يلتفت إليه. "تتمة" مما تقدم يعلم أن مواضع الخلاف في هذه السورة أحد عشر موضعا ﴿الم﴾ و ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ و ﴿مُصْلِحُون﴾ و ﴿خَائِفِين﴾ و ﴿وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ و ﴿مِنْ خَلاق﴾ الثاني و ﴿يُنْفِقُون﴾ الثاني و ﴿تَتَفَكَّرُون﴾ الأول. و ﴿قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ و ﴿الْحَيُّ الْقَيُّوم﴾ و ﴿إِلَى النُّور﴾ وقد علمت من عد ومن ترك في كل موضع منها والله تعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon