مِمَّا تُحِبُّونَ} للمكي والدمشقي وشيبة بن نصاح١. من أهل المدينة. فيكون غير معدود للبصري والكوفي والحمصي وأبي جعفر من أهل المدينة. وتقييد هذا الموضع بكلمة ﴿مِمَّا﴾ لإخراج الموضعين الآخرين في السورة وهما ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه﴾ و ﴿مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّون﴾ فإنهما متروكان بالاتفاق.
قلت:

مقام إبراهيم للشامي ورد كذا أبو جعفر أيضا في العدد
وأقول: قوله تعالى: ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ﴾ ورد عده للشامي وأبي جعفر فيكون متروكا للباقين، "تتمة" أماكن الخلاف في هذه السورة سبعة ﴿الم﴾ و ﴿وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ و ﴿أَنْزَلَ الْفُرْقَان﴾ و ﴿وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ و ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ﴾ و ﴿حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ و ﴿مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ﴾ ولا يخفى عليك العادون والتاركون في كل موضع من هذه المواضع والله أعلم.
١ وهذا أول المواضع التي اختلف فيها شيبة وأبو جعفر وهى ست وهذا أولها.
والثاني: مقام إبراهيم، والثالث: وإن كانوا ليقولون في الصافات، والرابع: قد جاءنا نذير في الملك. والخامس: إلى طعامه في سورة عبس. والسادس: فأين تذهبون في التكوير. وقد عدها شيبة إلا الموضع الثاني فتركه، وترك عدها أبو جعفر إلا الموضع الثاني فعده.

سورة النساء:
قلت:
لكوف السبيل والشامي يعد وذا أليما آخرا به انفرد
وأقول: المختلف في هذه السورة فاصلتان اثنتان فقط الأولى ﴿أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيل﴾ والثانية ﴿فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ آخر السورة الذي بعده ﴿وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا﴾ وقد بينت أن الأولى تعد للكوفي والشامي وتترك لغيرهما، وأن الثانية انفرد الشامي بعدها: فاسم الإشارة في قولي "وذا" يعود على الشامي وقيدت ﴿أَلِيمًا﴾ بكونه آخر المواضع: احترازا عن غيره من المواضع المعدودة للجميع في السورة وجملتها ثلاثة: ﴿أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ و ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ و ﴿وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon