كفيكون الدين شام بصري | ثم تعودون لكوف يجري |
وأقول: أخبرت في شطر البيت الأول أن الكوفي يرى عد "بوكيل" في أول المواضع وهو قوله تعالى:
﴿قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيل﴾ ومفهوم هذا أن غير الكوفي يسقط هذا الموضع من العدد. وتقييدي له بأولا لإخراج الموضع الثاني وهو قوله تعالى:
﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ فإنه مجمع على عده، ثم ذكرت في الشطر الثاني أن غير الكوفي يرى عد لفظ مستقيم آخر المواضع وأعني به قوله تعالى آخر السورة:
﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ وقولي: "كفيكون" معناه أن غير الكوفي أيضا يعد "فيكون" في قوله تعالى:
﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُون﴾ كما يعد مستقيم السابق الذكر. وعلم من هذا أن الكوفي يترك عد هذين الموضعين. وتقييد مستقيم بالآخر للاحتراز عن الموضعين السابقين في السورة وهما
﴿وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ و
﴿وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ فإنه متفق على عدهما. وقولي: "الدين شام بصري الخ" بيان للفواصل المختلف فيها في سورة الأعراف وجملتها أربعة ذكرت الموضع الأول منها بقولي: الدين شام بصري. أي أن قوله تعالى:
﴿وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ معدود للشامي والبصري ومتروك لغيرهما ثم ذكرت الموضع الثاني بقولي: ثم تعودون إلخ، أي أن قوله تعالى:
﴿كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُون﴾ يجري عده للكوفي ولا يجري لغيره.
قلت:واعدد من النار وإسرائيل في | ثالثها عن الحجازي اقتفي |
وأقول هذا بيان للموضعين الباقيين في سورة الأعراف فأمرت بعد قوله تعالى: