إِذًا أَبَدًا}. ومعنى قولي: "سببا الأولى" إلخ أن كلمة "سببا" الأولى في قوله تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾ حكمها حكم زرعا، يعدها من يعد زرعا، ويتركها من يتركها، فيتركها المدني الأول والمكي ويعدها الباقون، كما أن زرعا كذلك، واحترزت بالأولى عن باقي المواضع، وقد بينت حكمها بقولي: "وعد باقيها" إلخ أي أن العراقي -البصري والكوفي- اعتمد عد باقي مواضع سببا ولم يعتمد عدها الباقون وهي ثلاثة ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾ الذي بعده ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ﴾ و ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ الذى بعده ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ﴾ و ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ الذي بعده ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾. الآية.
قلت:

وقوما أولى الكوف مع ثان فقد أعمالا الشامي مع العراق عد
وأقول: المعنى أن كلمة قوما الأولى في قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا﴾ فقد عدها أي أهمله الكوفي والمدني الثاني وعدها غيرهما والتقييد بالأولى احتراز عن الثانية وهى ﴿وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا﴾ فلم تعد لأحد، وقوله تعالى: ﴿هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ عدة الشامي والعراقي -البصري والكوفي- وتركه الحجازيون.
"تتمة" مواضع الخلف أحد عشر موضعا: ﴿وَزِدْنَاهُمْ هُدى﴾، ﴿مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيل﴾، ﴿ذَلِكَ غَدًا﴾، ﴿زَرْعًا﴾، ﴿هَذِهِ أَبَدًا﴾، ﴿مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾، ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾، ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ "معا"، ﴿وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا﴾، ﴿أَعْمَالًا﴾، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon