سورة العنكبوت:
قلت:
وأول السبيل للحمصي... مع الحجازي الدين للبصري
كذا الدمشقي ويؤمنون قد... عد لحمص آخرا كما ورد
وأقول: المعنى أن لفظ السبيل الأول وأعنى به قوله تعالى: ﴿وَتَقْطَعُونَ السَّبِيل﴾ معدود للحمصي والحجازي ومتروك للبصري والدمشقي والكوفي. واحترزت بقيد الأول عن الثاني في قوله تعالى: ﴿فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيل﴾ فإنه متروك اتفاقا وأن الدين في قوله تعالى: ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين﴾ معدود للبصري والدمشقي ومتروك لغيرهما وأن يؤمنون في آخر مواضعه في قوله تعالى: ﴿أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُون﴾ قد عد للحمصي وحده وقيدت هذا اللفظ بكونه آخر المواضع احترازا عن الموضعين قبله المتفق على عدهما وهما ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ و ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾. "تتمة" تضمن النظم أن مواضع الخلاف ثلاثة ويزاد عليها عليها رابع وهو ﴿الم﴾ أول السورة، وقد انفرد الكوفي بعده والله أعلم.
سورة الروم:
قلت:

الروم للثاني وللمكي يرد وخلفه في يغلبون لا يعد
سنين للأول والكوفي اهمل والمجرمون الثان عد الأول
وأقول: ذكرت أن قوله تعالى: ﴿غُلِبَتِ الرُّوم﴾ يرد عدا للمدني الثاني والمكي ويعد لغيرهما، وأن خلف المكي في يغلبون لا يعتبر ولا يعتد به بل الصحيح أن المكي يعد ﴿يُغْلَبُون﴾ كما يعده سائر الأئمة١، ثم أمرت بإهمال أي بعدم عدد قوله تعالى: ﴿فِي بِضْعِ سِنِين﴾ للمدني الأول والكوفي، فيكون معدودا لغيرهما، ثم
١ ولذلك لم يتعرض في كتابه البيان لهذا الخلاف بل جزم بأن المكي بعده كسائر علماء العدد.


الصفحة التالية
Icon