سورة سبأ وفاطر:
قلت:

شام شمال وشديد أولا ومعه بصري شديد نقلا
وتشكرون عند حمص لا يعد نذير الأول عنه ما ورد
وأقول: دل البيت الأول على أن الشامي يعد قوله تعالى في سورة سبأ: ﴿عَنْ يَمِينٍ وَشِمَال﴾ ولا يعده غيره وليس في سورة سبأ إلا هذا الموضع، ويعد كذلك "شديد" في الموضع الأول في قوله تعالى في سورة فاطر: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد﴾ وأن البصري نقل عد لفظ شديد المذكور مع الشامي. وتقييده بالموضع الأول يخرج الموضع الثاني وهو: ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ فإنه متفق على تركه.
ودل البيت الثاني على أن قوله تعالى: ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون﴾ لا يعد عند الحمصي فيعد عند غيره، وأن لفظ نذير الأول وهو قوله تعالى: ﴿إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِير﴾ لم يرد عده عن الحمصي وورد عن غيره، وتقييده بالأول لإخراج الثاني وهو ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ فلا خلاف في عده.
قلت:
والحمص والبصري جديد أهملا وفي البصير النور بصر حظلا
من في القبور للدمشقي امتنع وأن تزولا عند بصري وقع
تبديلا اعدده لدى البصري والمدني الأخير والشامي
وأقول: أفاد البيت الأول أن الحمصي والبصري أهملا عد لفظ جديد في قوله تعالى: ﴿وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيد﴾ فيكون معدودا لغيرهما وأن البصري منع عد لفظي "البصير والنور" في قوله تعالى: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ، وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ﴾ فيكونان معدودين لغيره، وأفاد البيت الثاني أن قوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ امتنع عده للدمشقي فيكون معدودا لغيره.


الصفحة التالية
Icon