سورة التكوير والانشقاق والطارق:
قلت:
وتذهبون عن سوى يزيدهم... وكادح كدحا لدى حمصيهم
وفملاقيه له لم يسر... ودع يمينه لشام بصرى
كذاك ظهره وعند أول... كيدا يعد الكل غير الأول
وأقول: أعنى أن قوله تعالى في سورة التكوير: ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُون﴾ يعده غير يزيد من الأئمة وهذا أيضا من جملة مواضع الخلف بين أبي جعفر وشيبة، وقوله تعالى في سورة الانشقاق: ﴿إِنَّكَ كَادِح﴾ وقوله: ﴿إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا﴾ هذان الموضعان معدودان عند الحمصي متروكان عند غيره. وقوله تعالى: ﴿فَمُلاقِيه﴾ ومعنى قولي: ودع يمينه إلخ، الأمر بعدم عد قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ﴾ للشامي والبصري وهذا الحكم ثابت في ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ﴾ فالموضعان لا يعدهما الشامي والبصري ويعدهما الحجازيون والكوفيون، وقولي: "وعند أول إلخ" معناه أن كل أئمة العدد ما عدا المدني الأول يعدون لفظ كيدا عند الموضع الأول منه وهو: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا﴾ فالمدني الأول ينفرد بعدم عد هذا الموضع وتقييده بالموضع الأول للاحتراز عن الموضع الثاني وهو: ﴿وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ فإنه متفق على عده. "تنبيه" في سورة التكوير موضع واحد مختلف فيه وهو: ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُون﴾ وفي سورة الانشقاق خمسة: كادحا كدحا، فملاقيه، بيمينه، ظهره، وفي الطارق واحد وهو: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا﴾.


الصفحة التالية
Icon