منهج الإسلام في ترسيخ الأخوة الإيمانية
هنا سؤال أيها الإخوة: لِمَ عظم الله سبحانه وتعالى منزلة الأخوة الإيمانية، وجعلها رابطة بين المؤمنين جميعاً، وألزمهم بمقتضاها إصلاح المجتمع بأنفسهم وتحملهم المسئولية عامة؟ وكيف سلك الإسلام المنهج الذي آخى بين جميع المسلمين بتلك الأخوة وهذه الرابطة التي من نتائجها هذا الإصلاح، وتحمل المسئولية الكبرى؟ نعلم جميعاً بأن الإسلام دين عالمي لا دين جنس ولا وطن ولا قطر: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: ١٠٧]، فهو نذير وبشير لكل الأمم، حتى الجن مع الإنس وإذا نظرنا إلى مبدأ الإسلام نجد نماذج دخلت في الإسلام جمعت عناصر البشر في أجناسهم وطوائفهم، فنجد في مكة صهيب الرومي، بلال الحبشي، سلمان الفارسي.
سبحان الله! فارس والروم والحبشة، وعلماء البشر والأجناس يحصرونهم في ذلك الفرس والروم والأحباش والعرب، أو أبناء سام وأبناء حام، فيلتقي الجميع في هذه الأجناس الأربعة، وكل هذه الأجناس اجتمعت تحت راية لا إله إلا الله مع اختلاف العادات والمناهج والطباع والغرائز، كان الفرس والروم لا يرون العرب شيئاً، ولهم في ذلك مواقف، وكان العرب عندهم كالخدم، لكن لما جاء الإسلام طوع هؤلاء الأفراد من أجناسهم ونزلوا عن تلك الغطرسة وأصبحوا مع العرب سواء، وكذلك العرب كانوا أشد أنفة ويأنفون من أي جنسية أخرى، ورغم أن لهم السيادة على البشر إلا تلك الفوارق ماعت وأصبحوا جميعاً إخوة بالدين.


الصفحة التالية
Icon