وذكر أبو عبيد في كتابه "القراءات" عددا كبيرا من القراء أصحاب النبي ﷺ، فذكر كثيرا من المهاجرين، وكثيرا من الأنصار، وبعض أزواج النبي ﷺ (١)
ويتبين من ذلك أن الله عز وجل حفظ القرآن على الأرض بواسطة رسول الله ﷺ، ثم أصحابه رضوان الله عليهم والتابعين وكافة المؤمنين بعد ذلك، ولعل من أبرز دواعي حفظه - غير تكفل الله عز وجل بحفظه - ما يلي :
١. مجيء القرآن الكريم معجزا متميزا في نظمه، فريدا في أسلوبه، لا يطاوله كلام البلغاء، ولا تدنو منه فصاحة الفصحاء، وكان الصحابة ينتظرونه بشغف ويتمنون أن يتلقوه فور نزوله، كما كان أعداء الرسول ﷺ يحرصون على سماعه، إما للبحث عن نقط ضعف فيه تعينهم على مغالبته أو مهاجمته، وإما لإشباع حاجتهم الملحة في التذوق الأدبي، ويمكننا أن نتصور إذن مدى الاهتمام الذي كان يثيره القرآن في نفوس المؤمنين والكافرين على السواء. (٢)
_________
(١) انظر قوله في المرشد الوجيز ص ٤٠، ٤١، والبرهان في علوم القرآن ج١ - ص ٢٤٢، والإتقان في علوم القرآن ج١ - ص ٢٤٨ النوع العشرين.
(٢) انظر : مدخل إلى القرآن الكريم ص٣٤، وأضواء على سلامة المصحف الشريف من النقص والتحريف ص٢٨، ٣٦.