المطلب الخامس : منهج جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق
حينما اقتنع الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن الكريم، أمر عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما بالبدء بهذه المهمة وسارا وفق منهج محدد بالاعتماد على مصدرين معا هما :
الأول : ما كتب بين يدي النبي ﷺ.
الثاني : ما كان محفوظا في صدور الرجال.
ويدل لهما قول زيد بن ثابت - في الحديث السابق - الذي أخرجه البخاري :"فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف، وصدور الرجال".
فقوله "من العسب واللخاف" دليل على المكتوب، وقوله "صدور الرجال" دليل على المحفوظ.
وما ذكره السيوطي عن موسى بن عقبة في مغازيه عن شهاب قال : لما أصيب المسلمون باليمامة فزع أبو بكر، وخاف أن يذهب من القرآن طائفة، فأقبل الناس بما كان معهم وعندهم، حتى جمع على عهد أبي بكر في الورق، فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في المصحف (١)
فقوله "فأقبل الناس بما كان معهم" يدل على إتيان الناس بالمحفوظ. وقوله "وعندهم" بالمكتوب. (٢)
_________
(١) الإتقان في علوم القرآن ج١ -ص٢٠٧ النوع الثامن عشر.
(٢) انظر : جمع القرآن ص١٠٢. والبيان في مباحث من علوم القرآن ص١٧٦، ١٧٧.


الصفحة التالية
Icon