وجاء في المصاحف عن سويد بن غفلة أنه قال :"والله لا أحدثكم إلّا شيئًا سمعته من علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سمعته يقول :"يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلّا خيرًا في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلّا عن ملأ منا جميعًا." ثم قال : قال علي : والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل (١)
ونقل أبو شامة عن البيهقي في جمع عثمان :"وذلك كله بمشورة من حضره من علماء الصحابة - رضي الله عنهم -، وارتضاه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وحمد أثره فيه" (٢)
وهكذا استطاع عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بهذا العمل الجبار أن يزيل جذور الخلاف، ويجمع الأمة عبر كل العصور - منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم وحتى عصرنا الحاضر - على التزام المصحف الذي أجمعوا عليه، وحمد له المسلمون ذلك العمل. قال الزركشي :"ولقد وفق لأمر عظيم، ورفع الاختلاف، وجمع الكلمة، وأراح الأمة". (٣)
_________
(١) المصاحف لابن أبي داود ص ٢٢، ٢٣، وانظر: الجامع لأحكام القرآن ج١ / ص٥٤، وفتح ج٩ -ص ١٨
(٢) المرشد الوجيز ص ٦٢، وانظر السنن الكبرى للبيهقي ج٢ -ص٤١، ٤٢.
(٣) البرهان في علوم القرآن ج١ -ص٢٣٩.


الصفحة التالية
Icon