المطلب السادس : خبر هذه المصاحف
اعتنت الأمة الإسلامية بهذه المصاحف العثمانية فاتخذتها أصولًا يؤخذ منها، وأئمة يقتدى بها في كتابة المصاحف جيلًا بعد جيل.
أما عن هذه المصاحف بذاتها فقد ذكر بعض الرحالة والمؤرخين عن رؤيتهم لبعض منها.
فيحدثنا ابن جبير المتوفى سنة ٦١٤هـ في رحلته إلى الشام عندما زار جامع دمشق حيث ذكر أنه رأى في الركن الشرقي من المقصورة الحديثة في المحراب خزانة كبيرة فيها مصحف من مصاحف عثمان، وهو الذي أرسله إلى الشام. (١)
كما أشار ابن بطوطة المتوفى سنة ٧٧٩هـ إلى رؤيته له في رحلته إلى الشام. (٢)
كما رأى النسخة نفسها ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة ٧٧٤هـ حيث قال: "وأما المصاحف العثمانية الأئمة، فأشهرها اليوم الذي في الشام بجامع دمشق - عند الركن، شرقي المقصورة المعمورة بذكر الله - وقد كان قديمًا في "طبريَّة"، ثم نقل منها إلى دمشق في حدود ثمان عشرة وخمسمائة ٥١٨هـ، وقد رأيته كتابًا عزيزًا جليلًا عظيمًا ضخمًا، بخط حسن مبين، قوي، بحبر محكم، في رق أظنه من جلود الإبل، والله أعلم" (٣)
واستمر هذا المصحف محفوظا في الجامع الأموي إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، ثم فقد هذا المصحف :
_________
(١) رحلة ابن جبير ص ٢٤٢.
(٢) رحلة ابن بطوطة ج١ - ص٥٤.
(٣) فضائل القرآن لابن كثير من تفسير القرآن العظيم ج١ - ص٣٤.


الصفحة التالية
Icon