وقول أبي بكر الصديق لزيد بن ثابت - رضي الله عنهما :( فتتبع القرآن فاجمعه ) أي : اكتبه كله.
وقول زيد بن ثابت - رضي الله عنه - :( فتتبعت القرآن أجمعه من العسف واللخاف وصدور الرجال ) (١)
وإذا نظرنا إلى أشهر أسماء القرآن الكريم، فإننا سنجد فيها اسمين يدلان على المعنيين :
الأول : القرآن.
الثاني : الكتاب.
فالاسم الأول ( القرآن ) إشارة إلى جمعه عن طريق المعنى الأول، وهو الحفظ في الصدور. فالقرآن : لفظ مشتق من الفعل "قرأ" بمعنى تلا، فهو مرادف للقراءة، ودل على هذا قوله عز وجل ﴿ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ﴾ (طه : ١١٤) أي: لا تعجل بقراءة القرآن قبل أن ينتهي جبريل من قراءته. وقوله تعالى ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ (الإسراء : ٧٨ ) أي : قراءة القرآن في هذا الوقت تشهدها الملائكة ويشهدون بها.
_________
(١) الحديث أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن. صحيح البخاري ج٦ - ص ٩٨


الصفحة التالية
Icon