الأول : أن يكون في العقائد.
الثاني: أن يكون إخبارا عما قد وقع -كخلق السموات والأرض- أو عن أمر كوني، فإنه واقع - كأحوال الشمس و القمر -، أو أنه سيقع - كخروج يأجوج و مأجوج -.
الثالث : أن يكون فيما عدا ذلك من الأحكام، ونحوه.
- الفصل الأول -
في تأويل النصوص الواردة في العقائد
النصوص في العقائد على ضربين :
الأول : ما ورد في عقيدة كلف الناس باعتقادها.
و الثاني : بخلافه.
فالأول هو : الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والقدر. والنصوص على ذلك من الكتاب والسنة كثيرة شهيرة
و المقصود من هذا الإيمان هو تحقيق ما أنشئ الإنسان هذه النشأة في الدنيا لأجله، و هو الإبتلاء ؛ ﴿ ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيّ عن بينة ﴾
و الهلاك هو العصيان، والحياة هي الطاعة، و بتفاوت الهلاك والحياة يتفاوت العصيان و الطاعة، ولا يتصور عصيان و طاعة إلا ممن علم الأمر و النهي، ولا يتصور العلم بأمره و نهيه إلا بعد الإيمان بأنه موجود حي ـ كما هو واضح ـ وبأنه قادر، إذ لا يعلم استحقاقه الطاعة إلا بذلك، وبأنه عالم، إذ لا تنبعث النفس على الطاعة و تنزجر عن المعصية إلا بذلك، وبأنه حكيم، إذ لا يعلم صحة النبوة و يوثق بالجزاء إلا بذلك.
وبأن الملائكة حق ؛ لأنهم الوسائط بين الله و أنبيائه، و المبلغون لكتبه، فلا يعلم صحة الأمر والنهي، وأنه من عند الله إلا بعد الإيمان بهم.
وبأن كتب الله حق ؛ لأنها هي الجامعة للأمر والنهي، فلا يعلم صحة ذلك إلا بالإيمان بها.
وبأن الأنبياء حق ؛ لأنهم المبلغون للأمر والنهي، فلا يعلم صحة ذلك إلا بالإيمان بهم.
وثم تفاصيل ترجع إلى ما ذكر، كالإيمان بعصمة الملائكة المبلغين، والأنبياء بعد البعثة ؛ لأن حكمة الله - عز وجل -تقتضي ذلك، و لا يتم الوثوق بالأمر و النهي إلا بذلك.
(١/١١)
و بالبعث بعد الموت ؛ لأنه لا يوثق بالجزاء إلا بذلك.