إذن ؛ فالتأويل في آية المتشابه من الإطلاق الثالث، فقولنا في حياة الله - عز وجل - : صفة ثابتة له سبحانه لها مناسبة ما بحياة المخلوق.
قولنا ذلك تأويل للفظ على الإطلاق الأول، و هذا المعنى تأويل بالإطلاق الثاني، و تلك الصفة نفسها هي تأويله بالإطلاق الثالث، و التأويل بالإطلاق الثالث هو الذي لا يعلمه إلا الله، و ابتغاؤه زيغ، و لم يكن الصحابة و الراسخون في العلم يبتغونه، و لما رأوا من يبتغيه حذروه، و حذروا منه.
و قد عرفت أقسام متبعيه مما سبق :
فمن قال : يد كيدي، فقد حكم على الحقيقة المعبر عنها باليد بأنها كيده، و تصورها هذا التصور المحدود.
و من قال : إنما هي القدرة أو النعمة، فقد حكم عليها هذا الحكم و زعم أنه قد أدرك حقيقتها.
ومن قال لله - عز وجل - يد تليق به لا يمكنني تصورها، ولا العلم بكنهها، و لكن لما أخبر الله - عز وجل - عن نفسه أن له يدا آمنت بأن له يدا تليق به، فهذا هو القائل :﴿ ءامنا به كلًّ من عند ربنا ﴾.
و هذا أوان الجواب عن سؤالك بقولك : و ما فائدة إنزال مثل هذا في القرآن و القرآن إنما نزل هدى للعالمين و أمرنا بتدبره مطلقا ؟!
(١/٣٨)