و قد قيل في تفسير قول الله - عز وجل - :﴿ يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للنا سو الحج و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها و لكن البر من اتقى و أتوا البيوت من أبوابها ﴾ :"إن القوم إنما سألوا عن الأهلة ما بالها تبدو صغارا ثم تكبر، ثم تعود فتصغر ثم تكبر، وهكذا ؟ فنزل الجواب عن هذا المعنى الطبيعي، وأجيبوا بما يتعلق بالأهلة من الأحكام الدينية، ثم أمروا بأن يأتوا البيوت من أبوابها فإذا سألوا النبي – المبعوث لتعليم الدين – فليسألوه عما يتعلق بالدين، و لا يأتوا البيوت من ظهورها بأن يسألوه عما لم يبعث من لأجله، و لا تتعلق به ضرورة دينية.
... و لما ورد النبي - ﷺ - المدينة و رآهم يؤبرون النخل، فظن أن لا حاجة لذلك ؛لأنه كان قد رأى كثيرا من الأشجار تؤتي ثمرها بدون تلقيح، فقال لهم :"ما أظن يغني ذلك شيئا "، فتركوه، قال فخرج شيصا... فمر بهم فقال :"ما لنخلكم ؟"، قالوا : قلت كذا وكذا ! قال: "أتم أعلم بأمور دنياكم".
... و في رواية :"إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، و لكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به، فإني لن أكذب على الله - عز وجل - ".
... و في رواية :"إنما أنا بشر ؛ إذا أمرتكم بشيء ن دينكم فخذوا به، و إذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر ".
... و الحديث في "صحيح مسلم " و غيره من حديث أم المؤمنين عائشة، و طلحة بن عبيد الله، و ثابت بن قيس، و رافع بن خديج رضي الله عنهم.
... و صح عنه - ﷺ - أنه قال :"لقد هممت أن أنهى عن الغيلة، فنظرت في الروم و فارس فإذا هم يغيلون لأولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا".
... و جاء عنه - ﷺ - أنه قال :"لا تقتلوا أولادكم سرا فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن ظهر فرسه ".
(١/٤٥)
...